عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
فيسبوك ولعبة «ميتافيرس»
6 نوفمبر 2021
مها صلاح الدين
ميتا - فيسبوك - تكنولوجيا


«هو انترنت مجسد بشكل كامل ، تكون من خلاله مشاركا فى الحدث وجزءا منه ، ولست متفرجا»، ذلك باختصار تفسير مصطلح «ميتافيرس» الذى أطلقه   مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك قبل أيام ، متعهدا بتغيير شكل ونمط حياتنا بالكامل ، بدءا من التواصل مع الأهل والاصدقاء ، وحتى طريقة التعلم والعمل والتسوق واللعب وكل شئ.



الكشف الذى ترافق مع إعلان تغيير اسم الشركة من فيسبوك لـ «ميتا»، ليتناسب مع طموحات الشركة الجديدة، على حد وصف زوكربيرج، لم يخرج للنور وقتها، بل تنبأ زوكربيرج  ببزوغه بعد عقد من الزمان على الأقل، مؤكدا أنه خصص استثمارا ضخما للعمل على تطوير جيل جديد من المبتكرين، تصل قيمته لـ150 مليون دولار.



فى الواقع ، ورغم إسهاب زوكربيرج فى التفاصيل ومحاولات الإبهار، فإنه لم يأت بجديد. فقد سبقته فى ذلك الكثير من شركات تطوير ألعاب الفيديو، خاصة فيما يتعلق بفكرة ابتكار شبح « أفاتار» لنفسك والتنقل به عبر التطبيقات والألعاب المختلفة ،  فهو السبب الحقيقى وراء الشهرة الواسعة التى حققتها ألعاب روبلوكس فى السنوات العشر الأخيرة ، حيث يمكنك الانتقال بأفاتارك الخاص وبكل متعلقاته بين كل الألعاب التى تبتكرها الشركة ، بغض النظر عن ماهية تلك اللعبة . كذلك حديث زوكربيرج عن « هوريزون هوم « أو « منزل الأفق « الذى يمكن للشخص دعوة أصدقاءه إليه ، سبقته إليه منصة «ستيم» للواقع الافتراضى عام 2017 ، إذ يستطيع من خلالها المستخدم حيازة منزل خاص به ، على غرار منازل المليارديرات ، وسط الجبال وذات إضاءة خافتة لضوء الشمس، تماما كتلك التى كانت تظهر فى خلفية حديث زوكربيرج . تطبيقات أخرى تمكنت حتى من تجاوز ذلك بأن يقوم المستخدم ببناء منزله بنفسه، والجلوس للعب مع أصدقاءه بداخله ، ليرون فى الوقت ذاته تعبيراتهم وحركاتهم المختلفة.



حتى الحديث عن إمكانية الانتقال الآنى لمكان وزمان مختلفين ، تتيحهم بعض الألعاب مثل « أسيسنز كريد أوريجنز « و» أسيسنز كريد أوديسى»  ، حيث يستطيع اللاعبون التجول بحرية من خلال نماذج مصممة بدقة لمصر القديمة واليونان، بما فى ذلك الوقوف فى الأسواق ومشاهدة المعالم الأثرية التى يتم بناؤها. فالبيئات التاريخية فى تلك الألعاب مفصلة للغاية، إلى الحد الذى اعتمدت عليها، على سبيل المثال، جهود إعادة ترميم كنيسة نوتردام التاريخية، بعد تعرضها لحريق مدمر عام 2019 . كذلك فكرة قيام بعض شركات الأعمال للتسويق لخدماتها وبضائعها «الديجتال « بات قائما بالفعل فى بعض الألعاب مثل « فورتنايت».



أما بالنسبة لخاتمة حديث زوكربيرج ، التى أشار من خلالها إلى أن شركته تخصص وقتا ومجهودا أكبر من أى شركة فى العالم لتطوير الانترنت الجديد، فهى أيضا عارية تماما عن الصحة ، فمجهود ميتا أو فيسبوك لا يقارن بالنفقات التى تضخها شركة مثل « تينسينت « الصينية فى ذلك الصدد ، وبناء عليه فإن فيسبوك تكون تحاول فقط مواكبة التطور فى هذا الصدد .



ويعتبر المراقبون أن فيسبوك أرادت بتلك الضجة، ربما التشويش وإعادة توجيه دفة الحديث عن الشركة بعيدا عن تلك الفضائح التى تلاحقها إثر الكشف الأخيرعن الكثير من الوثائق المسرية من داخلها ، وما ترتب على ذلك من استدعاءات بالكونجرس للاستماع إلى شهادات الشهود .  



فى الوقت ذاته ، كشفت وثيقة مسربة من داخل الشركة ، أذاعتها شبكة « سى إن بى سى»الإخبارية الأمريكية مؤخرا ، عن أن فيسبوك كانت تخطط للأمر منذ 2018 ، للترويج بشكل صحيح لمعدات شركة « اوكيولس» التابعة لها ، والخاصة بإنتاج نظارات الواقع الافتراضى . وكانت ترى أن الحل فى الترويج لمبيعاتها يكون عبر التسويق الضخم لميتافيرس «معد جيدا، يضم كل شئ بداخله».



بغض النظر عن نوايا زوكربيرج ، يجب ان نأخذ بمحمل الجد حديثه حول أن شركته تضخ ملايين الدولارات للدفع بميتافيرس. وأنه سيدفع بقوة لخلق تكنولوجيا تغير شكل الواقع الذى نعيشه بحيث يصبح العالم الافتراضى هوالحقيقة الجديدة.