عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الأم وابنها..علامات حب التملك
28 أكتوبر 2021
سارة طه أبو شعيشع


حب الأم لأبنائها غريزة حباها الله بها وغرسها بقلبها ولكن عند بعض الأمهات يتحول هذا الحب الخالص لطفلها إلى حب تملك حيث تتدخل الأم فى حياته وقراراته بشكل يحول دون الاعتماد على نفسه ويصبح لا يتصرف فى أى شىء إلا بعد الرجوع إليها وعادة ما يفسد هذا النوع من الامهات حياة أولادهن الزوجية بكثرة تدخلها بينه وبين زوجته أو غيرتها الشديدة منها فمتى يتحول حب الأم إلى حب امتلاك؟



تقول دكتورة نهلة ناجى أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس ان حب تملك الأم لأبنائها علاقة مرضية من كلا الطرفين ففى مرحلة ما لابد أن يستقل الابن ويكون علاقات أخرى مناسبة لسنه والام احيانا بدلا من أن تعطى الفرصة للطفل للنضج تبدأ هى نفسها اعتباره مشروع حياتها فهى من تركت عملها من أجله وتفرغت طوال الوقت، لذلك ترى أنها ضحت وتريد المقابل لذلك تلومه عندما يخرج مع أصدقائه أوعند قيامه بأى فعل بعيدا عنها وتريده أن يعوضها عن تضحياتها تلك ويتضح هذا أكثر كلما كانت كثرت المشاكل عاطفية فى العلاقة بين الأم والأب فتصبح اعتمادية الأم على أبنها أكثر وهذا ليس تملكا بل أكثر منه كاحتياج للمصدر الذى يعطيها القوة والعواطف والأحساس بكيانها.



وتوضح أن علاقة الأم بابنها تتغير من طفل إلى مراهق حتى أن يصبح شابا وعلى الأم إدراك أن كل مرحلة مختلفة وذات سمات متغيرة مع اختلاف المراحل العمرية فالطفل يحتاج من الأم الحب والحنان والاحساس بالامان وهذا طبيعى إلى أن يصل إلى سن المدرسة وهنا تبدأ حياته الاجتماعية فى التغير حيث يبدأ فى تكوين صداقات وتصبح لديه أنشطة أخرى فيبدأ الخروج من حضن الأم حيث الثقة والأمان إلى الأصدقاء أوالمدرس أو رياضة يستمتع بها أو هواية ما فلا تصبح الأم هى المصدر الوحيد للحب والحنان بالنسبة له ولكنها الحب الأول الذى يلجأ إليها وقت الشدة يأخذ رأيها فى مشكلة أو تساعده فى الدراسة فيبدأ الاعتماد على الأم يقل مع الوقت أما مرحلة المراهقة فيبعد الابن تماما عن الأسرة ويفضل أن يعتمد على نفسه أكثر ويريد أن تصبح لديه شخصية أكثر ويريد الخصوصية لذلك فهنا لا يكون قريبا من أمه كالسابق بل بالعكس قد يصبح معارضا لرأيها ويبدأ فى محاولة اثبات نفسه وأنه مختلف ثم ينتقل من مرحلة المراهقة إلى الشباب فيقل الاختلاف فى الرأى والعناد ويشرع الابناء فى التفكير فى العلاقات العاطفية والارتباك بفتاة تشعره برجولته وانه هو صاحب المبادرة.



وتنصح الدكتورة نهلة الزوجة التى ترتبط بالأبناء بأن تكون متفهمة أن هذه مرحلة انتقالية فتحاول أن تكسب ود الأم دون عداوتها وأن تتقبل أن زوجها ينتقل من حياته فى بيت والدته إلى حياة مستقلة وأنه قد يأخذ بعض الوقت وأن تحاول توفير كل احتياجاته من والدته وما تمنحه من حنان فيبدأ مع الوقت الانتقال بمشاعره لها مما يساعد على استقرار الحياة فيما بينهم.



ويقول الدكتور إيهاب ماجد استشارى الصحة النفسية والإرشاد الأسرى والتربوى أن هناك علامات توضح حب الأم المتملك لابنها كالحب الشديد له والحماية الشديدة مع التدليل والتدخل بشكل مباشر فى قراراته وحياته حتى الزوجية وتعتبره الأم كأنه زوجها وتغار عليه وتتدخل كثير فى حياته وتصبح حياته الزوجية مأساوية وهذا النوع من الزواج غالبا لايستمر من كثرة المشاكل لأن الزوجة دائما ما ترفض هذا التدخل من الحماة وانسياق وانقياد ابنها وراءها بشكل مبالغ فيه وتتعدد الأسباب التى تؤدى لأن تتعلق الأم بابنها بهذا الشكل المرضى فقد تكون مدللة فى الصغر وتربت على أن تمتلك كل شىء أو أن تكون محرومة من الحنان والحب وهى صغيرة ولم يعطها الزوج أيضا الحب والعاطفة فبدأت تعوض هذا فى ابنها وكأنه الزوج النفسى الذى يعوضها عن الأب والزوج اللذين حرمت من عاطفتهما أو أن يكون حب تعلق وخوف من الأم لابنها ناتجا عن ظروف تعرضت لها أو أنها تريد أن تحقق طموحات محددة فى ابنها لفشلها.



ويؤكد الدكتور إيهاب أن على الأب مسئولية كبيرة فى أن تكون الأم متسلطة بهذا الشكل مع ابنها وأن تتحد معه وتتعلق به بهذا الشكل المرضى ومسئولية الأم التى تجعل منه شخصية غير مستقلة كما أن هناك عاملا على الابن الذى لابد أن يدرك فى مرحلة ما أن عليه الخروج من عباءة أمه وينصح بضرورة استشارة المتخصصين لأن فى مثل هذه الحالة لا يمكن العلاج بالنصائح بل بخطوات علاجية محددة وتغيير فى المفاهيم والأفكار والسلوكيات واتخاذ اجراءات علاجية لفك تعلقهم المفرط ببعض.