هناك من يتوهم أن الحياة لعب ولهو وتفاخر وزينة، وقد يتصور بالخطأ أنه خارج مربع غدر الزمان وبعيدا عن اختبارات الأقدار والمحن والمصائب.
ولأن الانتحار من المشكلات العالمية التى تمس حياة الأفراد، فقد لجأت دول عديدة إلى إنشاء وزارات للسعادة، هدفها تحقيق الأمن والرفاهية ليس فقط فى الجانب الحياتى بل فى الجانب النفسى والوجداني. مما يولد حالة من الطاقة الإيجابية لدى الأفراد، وشعورا بالرضا العام، مما ينعكس على الإنتاجية الاقتصادية ويحسن مستوى المعيشة، ويدعم القيم الأخلاقية فى المجتمعات. والسعادة مطلب كل الديانات السماوية ويجب نشر التوعية بمخاطر الانتحار، وإغلاق الطرق المؤدية إليه، وتضافر جميع مؤسسات الدولة بدءا من دور الأسرة فى تعميق الوازع الدينى لأبنائها، وتعزيز الحوار معهم، والحرص على احتوائهم واحتضانهم، والتفاعل الإيجابى مع مطالبهم لكى يجدوا الملاذ الآمن من ضغوط الحياة وقسوتها بل والتكيف مع الحياة. ويجب على وسائل الإعلام دعم المحبطين وإعلاء روح الأمل والتفاؤل وحب الحياة، والتعامل بواقعية مع أصحاب الأمراض النفسية وعدم تركهم فريسة للوحدة والأفكار الشيطانية. وما أحوجنا إلى إنشاء وزارة للسعادة تحقق الأمن والاستقرار النفسى، وتبعث الأمل وتصنع الرضا، وترسم الابتسامة على الوجوه.
د. عادل منصور الشرقاوي