يحتفل الشعب المصرى فى هذه الأيام بذكرى نصر أكتوبر المجيدة، وتُقام المهرجانات فى كل أنحاء الوطن، تخليداً لهذا النصر العظيم، وكى يعرف الشباب حقائق وأسرار ملحمة السادس من أكتوبر عام 1973م، حيث حقق المصريون والعرب نصرا لم يصبح حديث مصر والعرب فقط، بل قد أصبح حديث كل العالم، وبدأت كل المعاهد والكليات العسكرية تدرس مهارات وفنون القتال فى حرب أكتوبر، وكيف استطاع المصريون هزيمة وإذلال جيش قد ادعى أنه لا يُقهر؟!, فقد ادعى قادة الجيش الإسرائيلى، وتكونت لديهم عقيدة راسخة بأنه قد أصبح من المستحيل هزيمتهم، وأن مَن يحاول العبور وصولا لهم سيموت محروقا أو غارقا فى القناة، وقد ساعدهم على هذا الغرور، ما حدث فى نكسة 1967، وعدم إدراكهم أن ما حدث فى هذه النكسة لم يمنع المصريين من تحقيق انتصارات وبطولات متتالية فى حرب الاستنزاف. ولكن كانت الصدمة الكبرى التى أصابت وأذهلت كل الإسرائيليين فى يوم السادس من أكتوبر 1973م، ليعلموا أن عقيدتهم زائفة، وليتعرفوا على أرض الواقع على أبطال مصر، الذين زلزلت صيحاتهم أركان الجيش الإسرائيلى وقادتهم، وملأ قلوبهم الرعب، وأغشتهم الرمال من تحت بيادات الجنود المصريين، فصاروا لا يبصرون!. ولم يكن نصر أكتوبر عام 1973م نصرا للمصريين فقط، بل قد كان نصراً لكل العرب، وأعاد العزة والكرامة للشعب العربى كله، وإذا حاول البعض أن يقلل من عظمة هذا النصر، إلا أن عبقرية الجندى المصرى، وبسالته، وهتافه الله أكبر، سيظل مدويا فى آذان الخونة وغيرهم، الذين حاولوا تشويه قادة هذا النصر العظيم، وحاولوا زعزعة عقيدة المصريين الراسخة وفخرهم بنصرهم، وحاول هؤلاء الخونة وبطريقة ممنهجة، من خلال بعض الفضائيات العميلة، أن يزرعوا الشك لدى المصريين والعرب حول نصر أكتوبر، ولكن وعي المصريين، وعشقهم لجيشهم كان حائطا لصد كل مؤامراتهم، وخططهم الخبيثة تجاه الوطن!. فقد شهدت أحداث 25 يناير 2011م على وجود محاولات مستمرة من عناصر ما يسمى الإخوان المسلمين، لتشويه جيش مصر، والتقليل من شأن انتصار أكتوبر العظيم، وتشويه قادة هذا النصر، لتغيير نظرة المصريين إلى جيشهم وقادتهم، وأن تحدث الفرقة بين الشعب المصرى وجيشهم العظيم، كى يشاركهم هذا الشعب، ويساعدهم، على تنفيذ مخططهم الشيطانى، لتقسيم الوطن، والعودة إلى الخلافة المزعومة، مستغلين الدين وسحره، وعاطفة المصريين، ليمرروا من أرض مصر مشروعهم المدعوم من أمريكا وبعض الدول، مستغلين ما يحدث فى كل الوطن العربى مما يسمى الربيع العربى، الذى قد يحقق الرخاء والازدهار لكل الشعوب العربية، ولكن قد فطن الشعب المصرى أبعاد المؤامرة، وظل وفيا، ومخلصا، لبلده، ولجيشه، مهما تكن الإغراءات!. فقد حاول الإخوان المتأسلمون إبان فترة حكمهم أن يشوهوا التاريخ المصرى بصفة عامة، وتاريخ نصر أكتوبر العظيم بصفة خاصة، وأخذوا ينشرون الشائعات حول حقيقة حرب أكتوبر 1973م، وحول قادة أكتوبر، وليشككوا حتى فى عملية العبور نفسها، وغيرها من العمليات الأخرى، التى أصابت العدو، وزلزلت كيانه فى ساعات قليلة، ليزرعوا الريبة عند المصريين، كى يفقدوا الثقة فى قادتهم، ويتراجع انتماؤهم وولاؤهم لجيشهم العظيم!. وهنا قد أدرك المصريون أن القادم أسوأ، وأن هؤلاء الخونة لا يمكن أن تكون مصر أمانة بين أيديهم، لأنهم لا يعرفون قيم الانتماء والولاء للوطن، ولا يعرفون معنى الأمانة، ولا يدركون قيمة الجيش المصرى عند المصريين. لم يُدرك هؤلاء أن الرئيس السادات سيبقى اسمه خالداً عند المصريين، وسيظل اسمه منقوشا على جدران معابدهم، وسيظل النصر الذى حققه فى أكتوبر 1973، أملا عظيما، يضمن للمصريين الطمأنينة، والثقة فى المستقبل، وأن لديهم جيشا قويا، يستطيع الدفاع عن طموحاتهم، وأمنهم، واستقرارهم، وأن كل مَن يحاول النيل من الأمن القومى المصرى، سيكون عُرضة لما لا يُحمد عقباه، وسيندم على مجرد التفكير فى محاولة النيل من مصر وشعبها!. فقد كشف المصريون ألاعيب الإخوان، وعلموا جيدا أن هؤلاء الخونة لم يأتوا بربيع يحقق الازدهار كما ادعوا، ولكنهم أتوا بخريف، قد يقضى على كل شىء، وقد يؤدى إلى تساقط أوراق الأمن، والأمان، والاستقرار، وقد يؤدى إلى ضياع الأرض، وفقدان الوطن، وهدم أركان الدولة، والقضاء على مقوماتها، وإهانة الشعب، بتهميش رأيه، وانتهاك حريته فى التعبير، وأن يكون طريقه هو طريق السمع والطاعة، دون إعمال للعقل، وضياع الهوية المصرية، لتحل محلها هوية أخرى، لا تعرف معنى الدولة، ولا تُدرك قيمة الوطن، ومِن ثم تضيع كل القيم والمكاسب التى تحققت مع نصر أكتوبر العظيم!. ولذلك ثار الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو 2013م، ليحافظ على كل القيم والمكاسب التى تحققت بعد نصر أكتوبر 1973، واسترد الأرض والوطن، وأخفق كل محاولات الإخوان للوقيعة بينه وبين الجيش، كما أدرك هذا الشعب العظيم أن ثورته هذه، تكون المنقذ الوحيد للوطن، وتكون المنقذ الوحيد للقيم والمكاسب التى تحققت بعد نصر أكتوبر العظيم!. فلولا ثورة الثلاثين من يونيو 2013، ما كانت ذكرى نصر أكتوبر المجيدة مستمرة، وما كان هناك احتفال بها، وما كان هناك قائد واحد يستطيع أن يروى من خلال الفضائيات، حكاية النصر، وعبقرية المقاتل المصرى، وما كان شخص واحد يستطيع أن يذكر كلمة السادس من أكتوبر!. فكل الشواهد كانت تدل على نية سيئة، وخبيثة، من قادة الإخوان، لتشويه التاريخ المصرى، والرموز المصرية، خاصة قيادات الجيش، ولأن هؤلاء يعرفون جيدا أن ذكرى نصر أكتوبر ستظل العقبة الوحيدة أمام مآربهم، فقد أخذوا على عاتقهم أن يخططوا لهز ثقة المصريين فى جيشهم، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، ولقنهم المصريون درسا قاسيا فى الثلاثين من يونيو 2013م، ليعلموهم قيم الانتماء والولاء، وأن ذكرى نصر أكتوبر ستظل خالدة مدى الحياة، وأن التاريخ المصرى بكل انتصاراته لن يستطيع كائن مَن كان أن يشوهه!.