عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
حديث التريبة
17 أكتوبر 2021
بريد;


كان تعليم كونفوشيوس كتعليم سقراط شفهيا وكانت الحوادث التى تصادفه هو وتلاميذه فى أثناء التنقل من إقليم إلى إقليم هى التى توحى بموضوع الحديث، وكان يشحذ عقول تلاميذه بأن يناقش أخطاءهم فى رفق ولين، ويطلب منهم شدة اليقظة والانتباه كانت المعرفة عنده اكتسابية وليست إلهامية ومصدرها القراءة والدراسة الكثيفة والملاحظة وليس التأمل النظرى أو الإلهام ويقول «إن التفكير دون تعليم خطر وملل، كما أن التعليم دون تفكير عدم».



وإذا كان قد آمن بمبدأ المساواة بين الناس فى التعليم وقدرتهم على التحصيل والتفكير إلا أنه قد أقر بالتفاوت بينهم فى العقل والمعرفة والموهبة والتجربة، ويشترط أن تكون للقاعدة الأخلاقية المنزلة الأولى وأن الطالب لا يستطيع التعلم قبل أن ينجح فى تحويل سلوكه إلى سلوك أخلاقى يتمثل فى حب والديه وأخوته وأن يكون شجاعا صادقا صريحا. ويضع كونفوشيوس أربع قواعد مهمة عن المعلم والتعليم المثالى، فيجب على المعلم أن يمنع العادات القبيحة عن الطلاب قبل أن تصبح سلوكا عادياً.



وأن تعطى المعلومات فى السن الملائمة لها وأن يحرص على التدرج فى إعطاء المعلومات بحيث يبدأ بالسهل وينتهى بالصعب منعا للتشويش والبلبلة فى عقلية الطلبة ومعلوماتهم وأن يراعى إعطاء المعلومات للطلبة مجتمعين لا فرادى لإثارة التنافس بينهم وتشجيع المجتهدين.



إن المعلم المثالى هو الذى يعمل على توجيه طلابه توجيها رقيقا دون أن يضغط عليهم بحيث تصبح عملية التعلم سهلة يعتمد فيها الطالب على نفسه دون الاستعانة بالآخرين. ولعل من أهم الصفات التى يجب أن تراعى فى اختيار المعلمين الناجحين الوقار والهيبة، لأن هذا هو أساس اتباع الأفراد لتعاليمهم وتوجيهاتهم.



د. صلاح بسيونى رسلان



الأستاذ بآداب القاهرة