عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«أولاد سلامة» و«أبو الدهب» بسوهاج .. تتألقان بفضل «حياة كريمة»
6 أكتوبر 2021
سوهاج ــ بلال عبد العظيم
مبادرة حياة كريمة


جاءت مبادرة «حياة كريمة» لتنتشل ملايين الأسر من دائرة الحرمان والتهميش إلى الحياة الكريمة، من أبناء محافظة سوهاج التى تصدرت محافظات الجمهورية فى نسبة الفقر بعدد 64 قرية بنسبة 59% وفقا لتقارير التنمية البشرية، حيث ساهمت المبادرة فى تنمية وتطوير 181 قرية بسوهاج وتحويلها لقرى نموذجية بها الخدمات المتنوعة فى البنية الأساسية من مياه شرب وكهرباء، علاوة على تحسين مستوى الخدمات العامة مثل التعليم – الصحة – الشباب وتأهيل المنازل القديمة لغير القادرين وتوصيل الخدمات لتلك القري.. وقد كانت قريتا «عرابة أبو دهب» بمركز سوهاج و«أولاد سلامة» بمركز المنشاة، خير مثال على ما تقوم به الدولة بقرى المحافظة.



«الأهرام» رصدت التحول التى أحدثته «حياة كريمة» من تغيير بتلك القري التقينا الأهالى الذين عبروا عن سعادتهم فيقول مخلص أبو عميرة، أحد شباب قرية أولاد سلامة بمركز المنشاة إن قريته تعد أول قرية فى الصعيد يزورها رئيس جمهورية، حيث زارها الرئيس محمد أنور السادات عام 1980 عندما ضربتها السيول وهدمت المنازل فى ذلك الوقت. ورغم مرور حوالى 41 عاما على تلك الزيارة الا ان القرية لم تشهد تغييرا يذكر باستثناء زيادة تعدادها السكانى الى ما يقارب 50 الف نسمة، حتى جاءت مبادرة حياة كريمة لتشهد القرية إنشاء وتطوير عدد من المشروعات الجماهيرية الهامة التى تخطت تكلفتها الـ40 مليون جنيه وتم افتتاح مبنى الوحدة المحلية بالقرية ومدرسة التعليم الأساسى ووحدة طب الأسرة «المستشفى التكاملي» بعد أن ظل لأكثر من 20 عاما مجرد لافتة على مبنى بدون أطباء أو أجهزة تحاصره العشوائيات وأكوام المخلفات.



ويقول حسام عباس موظف أحد أبناء القرية: إن من بين المشروعات التى شهدتها القرية فى إطار المبادرة، إنشاء مجمع خدمات حكومية يضم مكاتب للتموين والبريد، وللتضامن الاجتماعى وسجلا مدنيا لإصدار بطاقات الرقم القومى وشهادات الميلاد والخدمات المميكنة «لخدمة الأهالى الذين كانوا يعانون مشقة الانتقال لعاصمة المحافظة على بعد 30 كم، ناهيك عن معاناة كبار السن والسيدات وسط الزحام فى طوابير طويلة فى برد الشتاء وحرارة الصيف، كما انتهت معاناة الاهالى مع مياه الشرب الملوثة التى تسببت فى إصابة العشرات بالفشل الكلوى بعد أن تم تطوير محطة مياه الشرب، علاوة على مشروع الصرف الصحى المقرر تنفيذه. ويضبف أحمد السيد موظف من قرية «أولاد سلامة» رغم كل الخدمات التى شهدتها القرية مؤخرا، إلا أنه ما زالت هناك بعض المشكلات والتى لابد من إدراجها ضمن مشروعات المبادرة منها مشكلة مركز شباب القرية وهو مهجور وخاو من أى أنشطة أو خدمات وتم تجريف ملعب كرة القدم والكرة الخماسية بحجة انخفاض الدعم المالى المخصص. ويلتقط حسن عبد العظيم - ليسانس حقوق- أحد شباب القرية طرف الحوار قائلا: إن هناك مشكلة أخرى يصفونها بالكارثة وتتعلق بمبنى مدرسة أولاد سلامة الجديد،ة فالمدرسة تم استئجارها من الأهالى منذ عام 1928 وحتى الآن وهى عبارة عن مبنى قديم متهالك من دور واحد وسقفها مسقوف بالألواح الخشبية وتضم 9 فصول دراسية إلا نه مع التوسع العمرانى والزيادة السكانية، أصبحت غير قادرة على استيعاب التلاميذ التى يصل تعدادهم إلى قرابة الألف تلميذ، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع كثافة الفصول بشكل كبير ويعوق العملية التعليمية وقد تم تخصيص أرض لإنشاء مدرسة جديدة منذ عدة سنوات، إلا أن الأبنية التعليمية لم تبدأ حتى الآن فى التنفيذ دون أسباب واضحة ناهيك أيضا عن مشكلة المدرسة الإعدادية الوحيدة بالقرية والتى باتت لا تستوعب تلاميذ القرية المتزايدة، مما أدى لارتفاع كثافة الفصول بشكل جنوني، هذا علاوة على كون المدرسة مشتركة للبنين والبنات وهذه مشكلة أخرى وطالب بإنشاء مدرسة إعدادية أخرى لحل مشكلة الاستيعاب والكثافة. القرية الأخرى التى تشهد نقلة غير مسبوقة فى تطوير الخدمات «عرابة أبو الدهب» فيقول محمد سيد من أبناء القرية: تحولت قريتنا لقرية نموذجية بعد توفير البنية الأساسية ومعظم الخدمات منها مجمع الخدمات الحكومية الذى يشمل «مركز شباب عرابة أبو الدهب، ومدرستين ابتدائى وإعدادى ومدرسة ثالثة للتعليم المجتمعى « الفصل الواحد» ومبنى الوحدة المحلية للقرية، ومركزا للأمومة والطفولة، ومشروع محطة رفع الصرف الصحى والتى تكلفت 84.9 مليون جنيه والتى انهت معاناة دامت لعقود .



وعن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى التى قدمتها المبادرة للقرى المستهدفة، قال اللواء مهندس حسن محمود عبد الغنى رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج: إن المستهدف تنفيذ 457 مشروعا للصرف الصحى ضمن حياة كريمة بالقرى ويجرى حاليا العمل فى 110 منها، وسينفذ الباقى بالتوازى لتنتهى المشروعات وفقا للبرنامج المحدد، وإنشاء عدد من محطات المياه السطحية، كما أنهت معاناة المناطق والامتدادات العمرانية الجديدة المحرومة بتنفيذ 11 محطة معالجة صرف صحى وتوصيل اكثر من 1600 وصلة مياه شرب وصرف صحى للأسر الاولى بالرعاية بسوهاج، كما أنهت المبادرة مشكلة توقف 11 مشروع صرف صحى بسوهاج بعد توقف 14 عاما منها مشروعات صرف صحي، كما أنهت المبادرة معاناة المناطق المحرومة والامتدادات العمرانية المستجدة بتكلفة 125 مليون جنيه لمياه الشرب والصرف الصحي.



من جانبه أوضح اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج، أن سوهاج كانت من المحافظات المحظوظة، حيث رصد لها نصيب وافر من القرى المستهدفة فى مبادرة «حياة كريمة» ومشروع تطوير الريف، يصل إلى 181 قرية رئيسية و1123 نجعا، لتنفيذ حوالى 1400 مشروع فى 7 مراكز بتكلفة تبلغ 45 مليار جنيه وهو ما يتعدى ميزانية المحافظة فى مائة عام سابقة وذلك لرفع قدرات البنية الأساسية لتلك القرى والنجوع من كافة الجوانب الخدمية، والمعيشية، والاجتماعية وتخفيف معدلات الفقر والخدمات الأساسية المقدمة إليهم، مشيرا الى انه عند العمل فى مبادرة حياة كريمة، تم تقسيم القرى المستهدفة على مرحلتين للعمل فى جميع القرى بالتوازي، تضمنت مشاريع لتأهيل المنازل، وتوصيل المياه والصرف الصحي، والكهرباء، ورصف الطرق وتأهيل الوحدات الصحية، ومراكز الشباب، وأعمال البنية التحتية ورفع كفاءة شبكة الرى من ترع ومصارف، والتنمية الزراعية والخدمات البيطرية وإنشاء 30 مجمعا حكوميا لتقديم الخدمات فى مكان واحد وتطوير 198 مكتب بريد.



وفى مجال التعليم فإن المبادرة تستهدف إنشاء 125 مدرسة جديدة بالقرى لتوفير الفصول اللازمة للاستيعاب وللقضاء على الكثافة، كما تستهدف المبادرة تأهيل وتبطين 123 ترعة بأطوال 354 كيلو مترا بتكلفة إجمالية 1.6 مليار جنيه .



وفى مجال الكهرباء، تم تطوير الشبكات فى 28 قرية، شملت تغيير بعض الهوائيات والكابلات الأرضية، وتدعيم الشبكة الداخلية لضمان وصول الكهرباء بجودة مرتفعة.