إرث العم حسين.. «الاحتفاظ بكل ما هو ناصرى»
رائحة نفَّاذة، أوراق متهالكة، ولون أصفر خالص.. تلك هى الحالة التى آلت إليها قصاصات حسين مرزوق لمقالات وموضوعات وصور جمعها واحتفظ بها من أعداد جريدة «الأهرام» طوال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصولاً لعدد الرحيل الذى احتفظ به كاملاً والأعداد التالية التى ظلت تسجل كل لحظة عاشتها الأمتان المصرية والعربية بعد وداع الزعيم الراحل.
وفى وقت كانت هذه هى الوسيلة الوحيدة للاقتناء والحفظ، أصر العم حسين، طوال سنوات حياته التى قضاها بين حى شبرا ومنطقة عين شمس، على التقاط أى مادة صحفية تتحدث عن عبد الناصر، فيحتفظ بها فى أرشيف كبير أعده خصيصاً له، خاصة أنه كان واحداً من محبى الصحافة الورقية ومتابعيها المخلصين الذين لا يهتمون بتأثير عوامل الزمن على شكل وملمس ورائحة النسخة الورقية فى حال الاحتفاظ بها. فقد كان الموظف السابق بقطاع مترو الأنفاق، يجد فى عوامل القدم هذه جاذبية لا تعادلها جاذبية، تجعله أكثر رغبة فى الاحتصفاظ بالكنز الورقى.
حباً فى عبد الناصر وتوثيقاً لكل كلمة كُتِبت فى حقه تحول الأمر إلى مهمة يومية بالنسبة له. مهمة تبدأ بقراءة كل موضوع منشور بالأهرام، وتنتهى بانتقاء مجموعة من الأخبار والمقالات التى تتناول موضوعاً يمسه دون إغفال الصور، فأى صورة يظهر بها الزعيم الراحل تعرف طريقها إلى أرشيفه، ليأتى دور "المقص" الذى يقوم بإتمام المهمة.
رحل "عبد الناصر" تاركاً محبته فى قلب "حسين"، ورحل "حسين" قبل عام تاركاً إرثاً من الحب الموثق تاريخياً لأسرته. ومثلما رفض التخلى عن أرشيفه أثناء حياته رغم مرور سنوات طويلة على وفاة عبد الناصر ورغم الحالة التى أصبحت عليها أوراقه، ترفض ابنته ماجدة التخلى عن إرث الأب وقصاصات عن سيرة الزعيم، وتصر على الاحتفاظ بها والحفاظ عليها، تقديرا منها للرجلين الراحلين. وتتحدث السيدة ماجدة، وهى طبيبة، عن عشق والدها لناصر، هذا العشق الذى يُعلن عن وجوده من آن لآخر على لسان الأبناء و الأحفاد.