عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
ماض بلا مستقبل
20 سبتمبر 2021
صلاح منتصر


ذكريات صحفية : 1ـ تختلف أفكار الإنسان من سن لأخرى ففى سن التلمذة تسيطر على أحلامه الشخصيات المختلفة التى يراها على الشاشة أو التليفزيون، أو الملاعب، أو الفن.. إلخ وعديد من الأشخاص الذين يحلم أن يكون مثلهم، وبعضهم تجرفه أحلامه لدرجة الشعور أنه لن يفيق منها إلى أن يفاجأ بأن أحلامه أصبح أساسها البحث عن عمل أو عن شريك حياة أو فرصة ثراء وغيرها وكل منها له مسئولياته وثمنه وصعابه، بينما كانت أحلامه السابقة سهلة بلا ثمن!.



عشت هذه السنوات وأكثر وحلمت أحلاما عديدة بعضها شخصى وبعضها عام ولكن فجأة انقطعت علاقتى بالأحلام الشخصية بعد أن وجدت أنه لا مكان لها فى المستقبل. فبعد الثمانينيات لم يعد أمامى غير الماضى ولا أرى فى الغد إلا يوما قام فيه المنوم بتأثيره وتمكنت من النوم وموضوعا أفكر فيه أملأ به مساحة هذه السطور. ومع مرور السنين وطول العمر وجائحة الكورونا التى فاجأتنا وأخبار الفراق التى زادت أصبح المستقبل كئيبا. ولم يعد العقل يحلق فى المستقبل كما كان يفعل وإنما فى الأمس.. فى السنين والأحداث التى مضت. حتى فى وحدتى بينى وبين نفسى لم أعد أفكر سوى فى أكوام الذكريات التى أصبحت ترهقنى وتضغط على كجنين أحمله وأريد أن أتخلص من عذابه . وغصبا عنى وجدتنى فى صراع للتخلص من حملى فى شكل صفحات من ذكريات أعرف مقدما أنها قد لا ترضى القارئ ولذلك تعمدت ألا تكون مذكرات أغوص فى تفاصيلها وإنما شبه حكايات فيها الحلو وفيها المر وفيها ما قد يصدم الذين ستفاجئهم الحقيقة



لقد بدأتها من قبل مرضى وكتبت بعض ذكرياتى عن كيف غيرت ورقة جورنال التقطتها من الأرض حياتى بعد أن قرأتها وصرخت على طريقة «أرشميدس» وجدتها وسأكون كاتبا. وكيف صحبنى زميلى وجدى قنديل لأخبار اليوم والتقانى أستاذى إسماعيل الحبروك مصادفة، فهل تسمح لى بمواصلة الحديث والتخلص من حملى الذى يطاردنى وأكمل حكاياتى ولتكن هناك فواصل ونواصل؟!