عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
جزيرة الموز الأقصرية .. «بالى مصر»
14 سبتمبر 2021
كتبت ــ د. نعمة الله عبد الرحمن


فى أحضان الطبيعة بين صوت خرير مياه النيل وصوت موتور المركب ، وعند تلاطم مقدمة المركب للشاطئ تتعالى صيحات الترحيب بالقدوم من وجوه تعلوها ابتسامة وبشاشة الوجه الأسمر والقلب الأبيض ، إنهم أهالى جزيرة الموز القاطنة ضمن حدود محافظة الأقصر. هى جزيرة ذات طابع خاص، لكونها قبلة السائحين، حتى إنه أطلق عليها لقب «بالى مصر». فهى واحدة من قرابة 390 جزيرة مُنتشرة فى مسار مجرى النيل من أسوان حتى ضفتى المصب برشيد ودمياط.



ويعتبر المركب وسيلة المواصلات الوحيدة لبلوغ تلك البقعة الجميلة، التى تصل مساحتها إلى 5 أفدنة، ويسكُنها نحو 500 فرد يعملون فى زراعة العديد من أصناف الخضراوات فضلاً عن الموز الذى تشتهر به الجزيرة ، كذلك يعمل البعض فى مجال السياحة .



يحكى ولاء سكار، أحد مواطنى الجزيرة والعامل بمزيج من أنشطة زراعة الموز والسياحة، عن وجود أبراج الحمام والتى تعود لمئات السنين بجانب ساقية الرى، والتى يرجع عمرها لأكثر من 150 عاما. ويوضح «ولاء» لـ»الأهرام» أن السياح يحضرون لمشاهدة تلك الأطلال الأثرية، والتقاط الصور بجوارها والتنزه فى الجزيرة وتناول ثمرات الموز من الأشجار مباشرة. وتبعد الجزيرة خمسة كيلومترات عن «وادى الملوك». ويوضح ولاء أن أصول سكان «جزيرة الموز» ترجع إلى قرية «البُعيرات» بالأقصر، وقدموا إلى الجزيرة لزراعتها فى بداية عهد حُكم أسرة محمد على لمصر، حيث كانت الجزيرة يمتلكها أحد الباشاوات القدامى، وهو رضوان أحمد باشا، والذى كان يملك «دهبية» خاصة، وهى عوامة نيلية، وكان يزوره كبار رجال الاقتصاد فى وقت جمع محصول القصب لصناعة السكر.



وعن العادات الاجتماعية التى تسود بالجزيرة، يقول ولاء إن التكافل الاجتماعى مهم حيث تكون الهدايا دائماً فى كل المناسبات السعيدة على شكل نقود ويسمونها «النقوط» ويُقدم عند الزواج أو عند قدوم مولود جديد. وإن الاحتفال بالزواج له مراسم تبدأ بالليلة التى تسبقه وتسمى ليلة الحنة ويتم فيها رسم الوشم على جسد العروسين والأصدقاء ، ويقوم العريس بإعداد وليمة يوم الزواج وأخرى بعد الزواج بأسبوع. وتُسمى الفرقة الموسيقية التى تُحيى حفل الزواج «بالكف الصعيدى»، وهى فرقة تتكون من عازف على الناى، وآخر على العود، وثالث على الطبلة، والرابع على الدف.



وعن أهم الأزياء التى تتميز بها سيدات « جزيرة الموز»، فهى «الحبرة السوداء» لتغطية الرأس، و»الجبة» لتغطية الجسد كله. ويقول ولاء إن المرأة تشارك الرجل فى الأعمال المختلفة، بالإضافة إلى شهرتها بالأشغال اليدوية خاصة الشال الصعيدى.