عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
محمود العربى
13 سبتمبر 2021
فاروق جويدة


كنت دائما أراقب من بعيد شخصية الحاج محمود العربى هذا النموذج المصرى الرفيع تاريخا وأداء ودورا.. لم أعرف الرجل ولم التق به ولكننى حملت له تقديرا عميقا.. لقد كان مشوار هذا الرجل فى تاريخ الاقتصاد المصرى نقطة ضوء أشعت فى كل شيء حولها.. بدأ عاملا صغيرا وصاحب مشروع صغير مع صديق له بأربعة آلاف جنيه.. واستطاع فى سنوات قليلة أن ينتقل من مستورد للأدوات الكهربائية والمنزلية من اليابان إلى منتج للسلع اليابانية، وأن يبلغ عدد العاملين فى مصانعه ألف عامل فى أكثر من مجال وأن تتحول مصانعه إلى إمبراطورية من الإنجازات.. وتقيم له اليابان حفل تكريم وتقدم له أعلى وسام من إمبراطور اليابان.. وتنتشر مشروعات الرجل البسيط الحاج محمود العربى فى أكثر من مكان.. ويبنى المستشفيات للعاملين فى مصانعه ويقيم المساجد والمدارس لهم.. ويستطيع أن يقيم أسرة كبيرة من أهله وأبنائه والعاملين فى مصانعه ويقدم صورة لرجل أعمال مصرى عصامى مكافح.. وفى الوقت الذى اعتمد فيه رجال الأعمال فى مصر على تمويل البنوك والقروض، فإن محمود العربى لم يتعامل مع البنوك، واعتمد على أمواله فى تمويل مصانعه، واعتمد على التمويل الذاتى من موارده.. وقد فتح أبوابا كثيرة للصناعة اليابانية وأصبح من روادها فى العالم.. وقبل ذلك كله قدم تجربة فريدة لرجل الأعمال فى مصر، وأعاد لنا صور أجيال عظيمة من رواد الصناعة فى مصر، طلعت حرب وعبود باشا وأبورجيلة وياسين وفرغلى باشا وعثمان أحمد عثمان وهذه الكوكبة من رجال الأعمال الكبار فى مصر .. لقد عاش محمود العربى العصامى المكافح بعيدا عن الأضواء، وحين رحل ودعته مصر بما يستحق من التكريم والعرفان.. كانت جنازة الحاج محمود العربى والآلاف الذين أحاطوا بجثمانه تدل على أن هذا الشعب يقدر العطاء والمسئولية فقد حملوا الرجل على أعناقهم وهو لا يملك منصبا ولا سلطانا.. إنه من عشاق مصر الكبار.