عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«داعش خراسان».. هل هو ميلاد جديد للتنظيم المتطرف؟
11 سبتمبر 2021
أحمد عيسى
مطار كابول


فوضى.. عشرات القتلى والمصابين من المدنيين والجنود الأمريكيين.. ضربة مدوية هزت مطار كابول، بعد أسابيع قليلة من إعلان الانسحاب الأمريكى من أفغانستان، وسيطرة حركة طالبان عليها. هكذا أكد تنظيم «داعش» عودته القوية للنشاط الإرهابي، ولكن هذه المرة نقطة انطلاقه من إقليم «خراسان». فـ «داعش- خراسان»، هو المظلة الجديدة التى ستحمل لواء الإرهاب فى المنطقة.



على مدار أعوام طويلة، كانت الحرب مشتعلة بين عناصر طالبان من جهة، والقوات الأفغانية والأمريكية من الجهة الأخري، ولكن بين الحين والآخر كان الجانبان يركزان على التصدى لعدوهما المشترك، ألا وهو «داعش» الذى حشد قواته من الشرق والغرب، واتخذ من الحدود الجبلية بين أفغانستان وباكستان ملاذا آمنا له. ومن ثم، تحول إلى عدو مشترك للجانبين، حتى أن القضاء على «داعش خراسان»، كان البند الأساسى فى الاتفاق بين طالبان وواشنطن قبل سنوات. وتتناثر التوقعات، هنا وهناك، بأن الأيام المقبلة سوف تكون حُبلى بالعديد من الهجمات لتنظيم «داعش» فى أفغانستان، وانطلاقا منها إلى دول الجوار، ولم لا؟.. فالعديد من الخبراء- وفقا لدراسة لمؤسسة كارنيجى لشئون الشرق الأوسط- يرجعون أسباب نمو مثل هذا التنظيم بوتيرة متسارعة، إلى الغزو الأمريكى لأفغانستان والعراق، علاوة على الحرب فى سوريا، التى كانت تربة خصبة لانتشاره فى المنطقة بصورة سريعة.



وها هو الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، يحذر خلال زيارته قاعدة «رامشتاين» الجوية الألمانية مؤخرا، من أن غياب الاستقرار عن أفغانستان، سوف يؤدى إلى انتعاش العديد من التنظيمات الإرهابية، على رأسها «داعش». أما الباحث السياسى الأفغانى فضل القاهر قاضي، فاعتبر ان تنظيم «داعش» سوف يشكل تهديدا رئيسيا لأفغانستان من الآن فصاعدا، ولمختلف دول المنطقة، وسيشكل تحديا مركزيا فى وجه «طالبان»، مما يفرض على الحركة الإسراع فى ترتيب الأوضاع.



تنظيم «داعش» الإرهابي، ظهر للوجود نتيجة الفوضى التى أحدثها الغزو الأمريكى للعراق وامتد إلى سوريا، فتحولت المنطقة إلى أرض خصبة للتنظيمات الإرهابية، التى استغلتها لنهب المنطقة وإثارة الذعر بين المواطنين، وخطف وتجنيد آلاف الأطفال.



أما «داعش خراسان»، فقد أعلن نشأته فى 2015، وارتكب العديد والعديد من الاعتداءات الوحشية فى أفغانستان، واستهدف المساجد الشيعية وأجج الفتنة الطائفية فى البلاد. كما شن العديد من الهجمات فى باكستان على مدار الأعوام الماضية. ويبدو أن نشاط داعش خراسان أعطى دفقة حياة للتنظيم الأم فى العراق وسوريا، حيث أعلن التنظيم خلال الأسابيع القليلة الماضية مسئوليته عدة هجمات فى محافظة حمص (وسط سوريا)، مما يعنى أنه بدأ يتمدد فى العديد من المناطق السورية، ولم يقتصر وجوده على أماكن تمركزه السابقة (شمال وشرق سوريا)، خاصة المناطق الحدودية مع العراق، وذلك على الرغم من إعلان هزيمته فى هذه المناطق قبل سنوات.