عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
المعدن المصـرى الأصيـل.. موجـود إلى يوم الدين!
10 سبتمبر 2021
إبراهيـم حجـازى


 أوقات المحن والأزمات.. ليست كلها مُظْلِمة مُوحِشَة.. ولا هى جميعها سلبيات ومآسٍ وأحزان.. وفى زمن كورونا الذى طالت حَطّتُه علينا وعلى العالم بأكمله.. عشنا ومازلنا فى قلق الإصابة بالمرض.. والحزن والألم على فراق من كانوا معنا ووسطنا وفى لحظة مَرِضوا وقبل أن يفيقوا رحلوا!.



هذه الحياة القلقة الحزينة.. أظهرت لنا وجهاً مُشْرِقاً لنا.. هو دليل دامغ بأن المعدن المصرى الأصيل.. قد يعتريه تراب الإهمال.. لكنه أبداً لا يصدأ!.



والأزمات التى مرت على الوطن وكورونا واحدة من أنواعها.. كلها بلا استثناء كشفت عن نماذج مضيئة بددت ظلامها الدامى.. وأثبتت يقيناً أن المعدن المصرى الأصيل مازالت الأرض الطيبة المباركة تنبته!.



فى الماضى القريب.. وقعت هزيمة 5 يونيو 1967 والعدو احتل سيناء وقناة السويس من بورسعيد للسويس أصبحت هى خط النار وجبهة القتال وكل ما فى الشرق منها أرض يحتلها العدو!. محنة أم كارثة أم نكسة.. ليس مُهماً المسمى.. لأن الأهم فى هذه الأيام الفارقة.. الصمود حتى لا تتسع رقعة الهزيمة.. واليقين كل اليقين فى قدراتنا على تحرير أرضنا!. النقاط المضيئة والمعدن المصرى الأصيل.. مزقوا ظلام الهزيمة بعد أيام قليلة من 5 يونيو.. فى معركة رأس العش وفى تدمير المدمرة إيلات وفى عمليات المجموعة 39 قتال خلف خطوط العدو فى سيناء وفى الـ500 يوم حرب استنزاف.. والليلة الكبيرة كانت فى 6 أكتوبر وهزيمة الجيش الذى لا يهزم!.



ومن عشر سنوات.. وقع الربيع العربى بالتزامن فى عدة دول عربية!. «عدوى» أصابت عدة دول بفيروس الربيع ومضاعفاته.. الفوضى الخلاقة التى هدفها «أخونة» الدول المصابة «بالربيع العربى»!.



الربيع العربى الذى أنفقوا عليه 7 مليارات دولار وهذا كلام هيلارى كلينتون.. هذا المخطط الهدف الرئيسى فيه مصر المطلوب تسليمها للإخوان مثلما سلموا أفغانستان لطالبان!.



الهدف تقسيم مصر إلى عدة دويلات.. والأهم الذى يريدونه.. الجيش النظامى يتم تفكيكه مثلما حدث للجيش العراقى النظامى!.



كل الذى خططوا له فشل وسقط.. لأن المحروسة فى معية الله.. محروسة بشعب عبقرى وجيش عظيم!. المصريون شعباً وجيشاً لم يبتلعوا طُعم الفوضى الخلاقة والفتن بكل أشكالها والأكاذيب والحرائق والتفجيرات.. لأن المعدن المصرى الأصيل الصلب الصلد.. قائم إلى يوم الدين!.



.......................................................



>> ولماذا نذهب بعيداً.. وكورونا الضيف الثقيل علينا مازال موجوداً عندنا.. بعد أن قلب حياتنا وفرض قيوداً على كل أنشطتنا وصادر كل أنشطتنا الاجتماعية فى الفرح وفى العزاء!. الضيف الذى بات يدس أنفه فى كل تصرفاتنا.. كشفت محنته لنا.. عن نماذج مصرية رائعة.. هم أبطال حرب «كورونا» الذين لم يتركوا مواقعهم الطبية فى التمريض وفى العلاج.. فى الأوقات الصعبة الفارقة التى ضرب فيها الفيروس أعداداً كبيرة من المصريين.. أكبر من سعة المنشآت الطبية.. واكتملت المأساة بمداهمة الفيروس الفرق الطبية، أطباء وتمريضا.. حتى إن أغلب العيادات الخاصة أغلقت أبوابها!.



فى الأوقات الصعبة تظهر المعادن المصرية الأصيلة.. ومعى اليوم واحد منها.. كلمنى عنه صديق عزيز.. بكى تأثراً وهو يحكى عنه تليفونياً لى! قلت له: اهدأ لأجل أن أعرف الحكاية!.



قال: أنا وزوجتى وابنتى وحفيدى.. أصبنا بكورونا على فترات متتالية.. وكانت زيارتنا للمستشفى فى فترات مختلفة لعيادة طوارئ كورونا..



الخوف يولد استفسارات وأسئلة لا آخر لها.. لكن ما طمأننى قليلاً.. هدوء طبيب الطوارئ فى مستشفى الجلاء العسكرى الذى يستقبل المدنيين.. الطبيب الشاب لم يضق للحظة من الأسئلة المتتالية.. وبعد اطمئنانه إلى أن استفساراتنا انتهت.. فوجئنا به يقول هذا تليفونى.. فى أى وقت اتصل.. وإن لم أرد لأى سبب.. اترك رسالة وسأتصل فور أن تسمح ظروفى بالرد!.



ويكمل صديقى مكالمته بقوله: أربعة كورونا فى أسرة واحدة.. على طبيب طوارئ واحد.. مسألة غاية فى الصعوبة له وعليه!. الأعراض مختلفة والقلق رهيب والأعراض فى كل لحظة «حاجة».. وكل «حاجة» باستفسار وتليفون للطبيب الشاب.. وهو يرد بكل هدوء ورضا!. نبرات صوته لم نشعر للحظة فيها بأى نوع من التبرم أو الضيق أو الاستهجان!. الحكاية لم تكن مريضاً واحداً.. راح يطلب الشفاء.. إنما أربعة!.



ويواصل صديقى كلامه قائلا: هو فيه كده معقول؟. والله العظيم.. على مدى فترة علاجنا أنا وزوجتى وابنتى وحفيدى.. لم نشعر مرة.. أنه كان لدينا استفسار لم نسأله!. أمر لا يحدث مع الطبيب الخاص فى عيادته.. الذى كل تعبيرات وجهه وتصرفاته.. تشير إلى أن وقتنا انتهى ولا وقت لأى استفسار!.



الذى رأيته وشاهدته ولمسته وجربته.. من طبيب طوارئ مستشفى الجلاء العسكرى تمنيت أن أحكيه لمصر كلها!. حقنا أن نفرح ونسعد بهذا الشاب العظيم..



قلت لصديقى: أعطنى اسمه ورقم تليفونه.. لأن رسالتى التى عاهدت الله عليها عندما التحقت «بالأهرام» فى أواخر 1975.. أن أضع كل ما هو إيجابى فى الوطن.. فى دائرة الضوء.. أفراداً أو أحداثاً أو أماكن.. لأن كل ما هو إيجابى فى الوطن.. لابد أن يلقى عليه الضوء.. مثالاً وقدوة وحافزاً وتثبيتاً للشباب!



الطبيب الشاب بطل حكايتنا هو د.محمد جلال الحسينى من بلقاس دقهلية.. حصل على الثانوية العامة من مدرسة بلقاس الثانوية بمجموع كبير يؤهله لكليات القمة.. ميوله الالتحاق بكلية الهندسة.. إلا أن والده قال له: دعوة واحد عيان عالجته.. ممكن تكون السبب فى دخولك الجنة!.



دخل كلية الطب وتخرج واختار جراحة القلب تخصصاً له.. إلا أنه اكتشف أن تكلفتها فوق قدراته المادية.. فتحول إلى الطوارئ وبدأ التكليف فى قفط بقنا.. وبعدها فى السلوم ثم معهد ناصر وحالياً طبيب متعاقد فى مستشفى الجلاء العسكرى.



قلت له: الطوارئ فى أى مستشفى هى خط القتال الأول.. وهى أول من يستقبل المريض وأول من يتعرض لأى عدوى من أى مرض.. كيف تعاملت مع الأمر؟.



الطوارئ.. تستقبل أى مريض.. والأمر فى كورونا.. يفرض إجراءات واحتياطات وتعليمات لابد من الأخذ بها وتطبيقها بحذافيرها لضمان عدم العدوى.. وأيضاً لابد من الأخذ بالأسباب.. والقناعة بأن الموت موعده محدد من لحظة الميلاد وأن أحداً لن يموت قبل موعده.. وعليه لا معنى من حالة الذعر والغياب عن العمل خوفاً من الموت بكورونا!.



لا أنسى أبداً نصيحة أمى لى: اعمل الحاجة إللى تتمناها لأهلك!.



وأنا أتمنى أن يكون ما أقوم به.. زكاة عن صحة أمى وأهلى ويعود على صحتى.. لأننا نعمل فى البؤرة وربنا بيدينا حمايته..



انتهى كلام الطبيب الشاب محمد جلال الحسينى.. طبيب طوارئ مستشفى الجلاء العسكرى.. الذى هو نموذج إيجابى موجود فى كل المجالات.. لكننا لا نعرف لأن الحَيِّز المتاح للنماذج الإيجابية فى الإعلام ضئيل.. ليه؟ ما اعرفش!.



.......................................................



>> مازلنا فى رحاب الطب والأطباء والنماذج المضيئة الكاشفة عن المعدن المصرى الأصيل للشعب العبقرى الجميل.. وهذه ملحمة صمود طبية على مدى 100 يوم.. انتهت فصولها فجر 17 يناير 1974 وهو فجر أول يوم بعد قرار وقف العمليات الحربية مع العدو على طول جبهة القتال!. وهو القرار الذى أسفرت عنه محادثات كيسنجر وزير خارجية أمريكا وقتها مع الرئيس السادات رحمة الله عليه.. وفيها نجحت أمريكا فى إنقاذ القوات الإسرائيلية المحاصرة فى الثغرة من قبضة القوات المصرية التى تحاصر الثغرة والتى كانت جاهزة ومستعدة لتنفيذ العملية شامل لتصفية البؤرة التى ورط العدو نفسه فيها.. مما دفع بأمريكا لأن تعلنها صراحة بدخولها الحرب فيما لو نفذت مصر العملية شامل!.



إسرائيل من عام 1948 وحتى اللحظة.. لم تحتل متر أرض وتخلت عنه.. لكن ورطتها فى الثغرة.. التى سلمت فيها قواتها لجيش مصر تسليم مفتاح.. جعلها تقبل بما لم تقبله يوماً.. انسحبت من الثغرة بل كل سيناء.. إنقاذاً لقواتها المحاصرة فى الثغرة والتى تخطى عددها الـ40 ألف جندى!. والله ما كان سيخرج واحد منهم على قدميه لو نفذنا العملية شامل!. أنا أتكلم عن حدث شاركت فيه.. مقاتلاً فى لواء المظلات الذى أخدم فيه والذى كان واحداً من القوات التى حاصرت الثغرة من أواخر شهر أكتوبر.. وعلى مدى 80 يوماً نفذت حرب استنزاف ثانية.. رَبَّت فيها الخفيف للعدو المحاصر.. فى أرض أغلبها هضاب وفيها تداخل للقوات وطبيعة الأرض مع تداخل قواتنا مع العدو.. أخرجا المدرعات والطيران من المعركة القادمة.. والتى ستكون فى أغلب المواقع رجلاً لرجل وهذه لعبتنا وتلك فرصتنا لغلق ملف هذه القضية!. والله العظيم.. أنا وغيرى كثيرون.. بكينا عندما صدر قرار وقف إطلاق النار.. لأنهم فى قبضتنا!.



عفواً للاسترسال وأعود لحكايتنا.. حكاية فجر أول يوم بعد وقف إطلاق النار.. يوم 17 يناير!. فى هذا اليوم.. كانت السويس قد مضى عليها 100 يوم حصار.. وهى قوية صامدة فاعلة مؤثرة عصية على العدو الذى فشل بكل قواته المدرعة أن يحتلها.. وكيف يحتلها والسوايسة الذين رفضوا التهجير يحمون ترابها!. كيف تسقط السويس والنماذج المضيئة الكاشفة للمعدن الأصيل المصرى تعمل ليل نهار كل فى موقعه لأجل أن تبقى السويس حرة وبقيت حرة!.



المنظومة الطبية فى قلعة السويس الصامدة.. هى ركن أساسى فى القلعة الصامدة.. وقتها الدكتور محمد أيوب هو مدير مديرية الصحة بالسويس.. الذى قاد ملحمة الصمود الطبية من مستشفى السويس العام على مدى 100 يوم.. بفريق من الأطباء والتمريض فى مقدمتهم د. إبراهيم عفيفى مدير المستشفى وقتها.. أطال الله فى عمره ومتعه بالصحة. أتكلم عن المنظومة الصحية لقلعة الصمود السويس لأكثر من 100 يوم وقائدها د. أيوب وعمل لا يتوقف ليلاً ونهاراً وضغوط عصبية هائلة تتضاعف يوماً بعد يوم.. على مدى ثلاثة أشهر وعشرة أيام وفى اليوم الحادى عشر الذى أعلن فيه انتهاء الحرب.. فشلت كل المحاولات الطبية فى إنقاذ حياة د. محمد أيوب.. من الأزمة الصحية الناجمة عن الإجهاد البالغ والضغوط الهائلة على مدى 100 يوم متتالية!.



المهندس مدحت أبوشنب من أبناء السويس.. هو من أرسل لى خطاباً.. قال فيه إن الدكتور محمد أيوب هو آخر شهداء حرب أكتوبر!. وقال لى معلومة أخرى.. إن الشهيد هو والد أخى وصديقى وزميلى بالأهرام الرياضى د.ياسر أيوب!. وقال ثالثاً إن الدكتور إبراهيم عفيفى أطال الله فى عمره موجود فى السويس!. اتصلت بالمهندس مدحت أبوشنب تليفونياً لأتعرف على التفاصيل وأعرف رقم تليفون د.إبراهيم عفيفى!.



أغرب ما فى هذه القصة.. أن د.ياسر أيوب لم يتكلم عنها على مدى السنوات الطويلة التى مضت!. وهى مليئة بالنماذج المضيئة فى كل المجالات.. المعبرة عن معدن هذا الشعب العظيم الأصيل!. مازلنا مع الطب والأطباء وحكاية آخر شهيد فى حرب أكتوبر.. د.محمد أيوب ولنا معها عودة بإذن الله.



.......................................................



>> رحاب حرب أكتوبر فى الفقرة السابقة.. صعب الخروج منها وتركها بسهولة.. وكيف الخروج ولحظاتها لا أيامها فى الذاكرة لا تغيب!.



ونحن نتكلم عن النماذج المضيئة فى حياتنا أفرادا وأحداثا.. تذكرت بطلاً عظيماً شهيداً الرائد صلاح حواش قائد الكتيبة 25 فهد باللواء 28 اقتحام جوى.. الكتيبة 25 فهد هى كتيبة صواريخ مضادة للدبابات.. البطل استشهد فى حرب أكتوبر.. متى وأين وكيف لا أعرف.. لكننى يقيناً أعرف الشهيد صلاح حواش جيداً.. بحكم زمالة استمرت سنوات منذ انضمامه إلى وحدات المظلات وقيادته لكتيبة الصواريخ.. ذلك السلاح الجديد فى التشكيل الجديد.. كوحدة مدفعية صاروخية معاونة ضمن تشكيل لواء مظلات..



عرفت الشهيد العظيم.. رياضياً يتمتع بلياقة بدنية عالية.. ومتميزاً فى الكرة الطائرة وإلى جانبها يجيد كرة السلة واليد!. قناعته بأهمية الرياضة القصوى.. انعكست على أسلوب قيادته لكتيبته.. التى معيار اللياقة البدنية لمقاتليه.. أحد أهم مقاييس الكفاءة القتالية لهم!.



عندما يكون القائد.. أول من ينفذ بنفسه على نفسه التعليمات الصادرة منه.. ضمن هذا القائد تحقيق كل الأهداف المرجوة.. بأعلى مقاييس الإجادة.. لأن التنفيذ يتم عن قناعة تامة ورضاء كامل.. لا مجرد تنفيذ لأوامر!.



طابور اللياقة البدنية اليومى.. القائد صلاح حواش لا يتخلف عنه!. اختبارات عناصر اللياقة البدنية التى يجريها صباح كل يوم خميس.. هو أول من يجريها وهو الأول بأدائه ولياقته فى كل اختبار!.



الأوائل فى اختبارات اللياقة.. مكافأتهم مبيت خميس وجمعة.. يعنى إجازة تبدأ من بعد طابور اللياقة حتى الساعة العاشرة مساء يوم الجمعة.. وهذه مكافأة هائلة فى تلك الأيام البالغة الصعوبة لو تعلمون!. ليه؟.



لأن التدريب ثم التدريب والتدريب.. هو السبيل الوحيد لتحقيق الهدف الذى هو النصر!. بدأنا من الصفر الاستعداد.. وكل شعار المرحلة الأولى بعد الهزيمة الصمود حتى لا تتسع رقعة الهزيمة!. صمدنا والصمود قادنا إلى التحدى فى رأس العش ثم إغراق المدمرة إيلات وبعدها إغراق الحفار ووسط هذه العمليات.. الإغارات الناجحة التى قامت بها المجموعة 39 قتال بقيادة إبراهيم الرفاعى والتى كانت حجر الأساس الذى قامت عليه الـ500 يوم حرب استنزاف.. التى كانت رسالة للعالم بأن الحرب فى الشرق الأوسط لم تنته كما يدعى العدو.. وكانت أفضل خطة تطعيم جيش مصر على الحرب المنتظرة!. نعم.. تقريباً كل وحدات الجيش نفذت إغارات على العدو فى سيناء.. بعد أن اقتحمت القناة ونفذت عمليات ضد قوات العدو!. كان مُهمّاً أن يحدث هذا.. تطعيماً لما هو قادم.. وثقة ما بعدها ثقة.. فى أن اقتحام المانع المائى ومن بعده الساتر الترابى والقيام بإغارات على العدو فى وجود أقوى خط دفاعى الذى هو بارليف.. كل ذلك أعطى مناعة للمقاتل المصرى.. أظنها ظهرت واضحة جلية فى حرب أكتوبر.. ويكفى أن 30 نقطة قوية من نقاط بارليف الـ31 سقطت واستسلمت وهى أقوى خط دفاعى فى تاريخ الحروب.. سقطت فى سبعة أيام قتال فقط!.



الكتيبة 25 فهد وقائدها الرائد الشهيد صلاح حواش.. هى حرف فى كلمة بجملة على سطر فى أسطورة حرب أكتوبر.. التى صنعها المعدن المصرى الأصيل.