عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
كذراع ينفصل عن الجسد
3 سبتمبر 2021
عماد مجاهد


أنت حينما تنفصل عن الحياة،كذراع ينفصل عن الجسد، يمنعك الألم الشديد من معرفة السبب، لكن صدقنى ياعزيزى هناك سبب.



سأدفع أنا ثمن القهوة، وربع ماشاهدناه فى الفضائيات، تطل من الشاشة التى أمامنا فى المقهى، أنت يكفيك مادفعته من ثمن فادح لصدمة، من فرط حدتها وعنفها عليك، ثم قطعت العلاقة مع كل شخصيات،ومنازل عالمك،



كقطعة جبن بيضاء، قطعت بالسكين وقسمت إلى نصفين، كان لتلك الصدمة أثر قاس، مثل البحر الأسود العميق ابتلع الأحياء والبلاد.



البنت وأباها تم ابتلاعهما.



القنبلة التى وضعتها البنت فى صدرك، لم تنفجر، لكنها هدمت أول عشرين عاماً، مروا فى حياتك، ليبتلعهم ذلك البحر الأسود.. رغم أننا أنا.. أنت، جدفنا حتى نهاية مياهه، لننقذ بعض الأشياء الجميلة.



هذا الموت الهائل، تسببت فيه تلك الجميلة.. بلقاءاتها المزيفه.. ترسل لك موعداً، وتغادر بيتها فور دخولك، وتظل تشعر، أنها تعبرك كسيارة، كطائرة مسرعة، لا كحبيبة وتحكى لى متألماً.



لقاءات وكلمات الظمأ التى تجيد توزيعها ببراعة صاحبة الوجه الجميل.. وكيف أقنعتك ومدت أحابيلها.



ولفتها حول الكثيرين ليرضوا.



يهنؤن بهذا الظمأ الدائم، والتضاؤل أمام جمالها، فيغدوا نصف عمرك مسروقاً فى صندوق عينيها، احتوت قلبك وقلوباً كثيرة وحنطتها، لتسترده بلا نبض، وحينما أرسلت رسلك ياصديقى، لتكون لك وحدك، جاءت بمن تحب، فلم يهنأ لك فقرك، انقلبت على روحك، ترسم آخر لقطات الجرح.. فى لوحات، رسمت جسدها فى غياب الخمر،كل الخناجر التى ملأت بها اللوحات، كانت مكدسة فى جسدك.. كنت تتلذذ ببيعها تلك الجميلة فى لوحات، كما باعت حبك.



كتعويض



كل من أتوا لمعارضك، كان وقوفهم متحجرين أمام لوحاتك، لأن جسراً عنيفاً بين الصندوق، وجراحهم الخاصة التى يحملها كل واحد منهم، مخبأة كمس السحر.



فكانوا لايتزحزحون عنها، ورغم تعطل ذاكرتهم، والإيقاف التام.. لمنع تذكر كل ماحدث لهم، إلا أنه كان التقاء نزف بنزف.



لكن عليك ان تغتسل من أى نهر تشاء، وأن تبحر منه إلى البحر الأسود المظلم.



ومعك أضواء النيون، تثبتها فى هناك سماء السماء.. ثم تجلس قرابة العام.



ترتل تراتيل التسامح والعفو.. عن كل ماحدث.



فيظهر كل الغرقى، والأعمدة والبنايات والحطام كمدينة رائعة، جديدة ولد كل منا فيها من جديد.



ولن يحتاج الأمر إلى غواصين، وكاسحات ألغام، فقط.. قراءة تراتيل التطهر والتسامح، ثم بعد توزع زهوراً بيضاء، وحولك البيوت والناس.



> إهداء إلى الفنان التشكيلى رضا رفعت