عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«البصير».. بدايات الصحافة السكندرية
1 سبتمبر 2021
000;


علاقة وثيقة بين «الإسكندرية» وتاريخ وتطور الصحافة المصرية، وعلاقة وثيقة أخرى موازية نسجت خيوطها بين تاريخ الصحافة المصرية والإسهام اللبنانى الذى وفد فى نهايات القرن التاسع عشر، محملا بمحبة وشغف واسع، ومن أهم فصول العلاقتين، ما نسجه تاريخ صحيفة «البصير» التى بدأ صدورها فى الأول من سبتمبر عام 1897، على يد صاحبها اللبنانى الأصل رشيد شميل.



ورسمت الأقدار خطوط البدايات بأن تجعل شميل المنحدر من «كفر شيما» بلبنان، وهى ذاتها مسقط رأس مؤسسى «الأهرام» سليم وبشارة تقلا، يصل إلى الإسكندرية ويعمل بداية عهده بـ «الأهرام»، التى كانت بدايتها سكندرية أيضا.



فقد كانت الإسكندرية وقتها موطن الصحافة المصرية، وساعدتها طبيعتها «الكوزموبلوتينية»، التى تجمع مختلف الأجناس والمعتقدات والثقافات، على أن تكون مركزا لإصدار عشرات الصحف بمختلف اللغات وبمختلف مسارات الاهتمام.



وكانت «البصير» التى يتم تصنيفها فى الأغلب كصحيفة تجارية يومية، تهتم بمختلف الحوادث التى تدور فى الإسكندرية، وكان لها حضور وتأثير كبير فى المجريات اليومية للمصريين والجاليات العربية والأجنبية. واستمر صدور «البصير» حتى منتصف القرن العشرين. وتناولت مختلف القضايا التى عايشتها الإسكندرية فى وقتها سواء من حيث استقبال كبار الشخصيات فى «الإسكندرية» أو توثيق تطورات أهم الأزمات التى مرت بها الطبقة العمالية والقطاعات التجارية فى محافظة الثغر. وتحديدا كما كان الحال فى أزمة عمال «شركة سجائر كوتاريللى» التى تفجرت فى العشرينيات وتحولت من جدل حول مكافآت نهاية الخدمة فى حالة إنهاء خدمة بعض العمال إلى مصادمات عنيفة بين أصحاب المصنع وعماله، تخللها إطلاق للنار.



الصحيفة التى حافظت على اشتباكها بمختلف القضايا والأزمات للمواطن السكندرى كانت من أهم مراحل تطور التجربة الصحفية المصرية التى كانت بدايتها فى الإسكندرية وبمداد جانب كبير منه كان لبنانيا.