عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
فى رثاء كينونة ما
27 أغسطس 2021
عبدالحليم الغزالى


كنت هناك



ورقة شجرة



ملقاة على طريق العودة



فى مساء رائق



لم تدهسها الخطي



ولم ينبت فى حجرها



وطيس النهار !



كنت يمامة



تجيء من الجبل الشرقى البعيد



إلى حائط مهجور



مسكونة بالوجع والأشواق



تبكى وحدها



تضحك وحدها



تنام فى عينيها وحدها



تنتظر رفقة عصفورة



تأتى من اخضرار الحقول



إلى اكتمال الحصاد



كنت صيحة طفل



يهيم مع غيوم الحكايات



ويقف حيث تمطر



يحلم بغبار العائدين



من الغياب العنيد



ممسكا مسدسه الخشبي



يقتل به نفرة الأشباح



عندما تغزو



قيلولة أحلامه المتعبة !



كنت عصا أبي



يتوكأ عليها



ويمشي



نحو مدارات



الحكمة الباسقة



فلا تسقطه حفرة تترصدنا



فى الطريق المؤدي



إلى حدائق الصفو النبيّ



ونحن بصحبة



فتنة الغدو



واشتعال الرجال



بلهفة السطوع !



كنت يدا أمي



وهى تخلط الخبز



بزقزقات روحها



فى دفء المسافة



بين صبح ووجه بعيد



وهى تعد الأرغفة



بين عتبة السفر



وحضن الإياب !



كنت نسمة



تلاعب شعر البنات



ولغو الصبية



واتكاءات الرجال



على عشب التنهدات الخافقة



كنت قعقعة الحزن



وصراخ النائحات



عندما يرجع فتي



إلى حضن أمه



دما وجَزَعًا ونارًا



فتشقق الأرض



وتبتلع كل حبال سحرة الحياة !



كنت أنّة وليد



لا يعرف أنه يُعَد



إلى صعود سماء ما



ليصطرع



مع وحش خرافى جائع



يخرج من جوفه



قاتلًا أو قتيلًا!



كنت غناء الفتيات الحالمات



بنهر لا يشربه الملح



ولا تنبت فى شاطئيه



الخيبات والفجائع



كنت جدارا لبيت



لم يكن يعرف



أنه ذات يوم



سيتكور فى فنائه



بعد أن تسحقه



فيلة القادمين



من شروخ الضباب



وتلقيه فى غياهب



الذاكرة الشائخة!



كنت ما كنت



وأبقى لأحشو رئتيّ



وصوتي



بالحسرات



وبالشوق الغبي



ونداءاتى المخنوقة



صوب ما لم يبق



وما لن يكون !