عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
البيت الأبيض.. شاهد على التاريخ
26 أغسطس 2021
نهى محمد مجاهد


مع اقتراب الذكرى ٢٢٩ لوضع حجر أساس البيت الأبيض فى ١٣ أكتوبر عام ١٧٩٢، أعاد هذا الصرح العملاق إلى الأذهان تاريخ بنائه فى عهد الرئيس المؤسس جورج واشنطن، باعتباره أحد الرموز الوطنية المهمة فى الولايات المتحدة، كما يعتبر من أشهر القصور الرئاسية فى العالم، حيث شهد توقيع اتفاقيات سياسية غيرت مجرى تاريخ بلاد، وحددت مستقبل شعوب.






حين استقر الآباء المؤسسون على اختيار واشنطن كعاصمة للبلاد، اختار جورج واشنطن عام ١٧٩١ موقع البيت الأبيض، الذى تمت إقامته على مساحة ٧٣ ألف متر مربع، بـ١٦٠٠ شارع بنسيلفانيا فى واشنطن العاصمة. وفى العام التالى، أجرى الرئيس مسابقة عالمية لأفضل تصميم للمبنى، فاز فيها المهندس المعمارى الأيرلندى جيمس هوبان، من بين ما لا يقل عن ٦ تصميمات منافسة، أبرزها تصميم لتوماس جيفرسون، الذى كان يشغل منصب وزير الخارجية الأمريكى، آنذاك، قبل أن يصبح الرئيس الثالث للولايات المتحدة.






لم يتوقع أحد أن جورج واشنطن، الذى أشرف على تشييد البيت الأبيض، لم يعش فيه، بينما كان أول من سكنه الرئيس الثانى جون آدامز، وزوجته أبيجيل، عام ١٧٩٦.






أضفى الرؤساء على مدى ٢٢٩ عاما لمساتهم على البيت الأبيض وأجروا تعديلات عليه امواكبة للتكنولوجيا، كما صمد أمام محاولات التخريب، التى فشلت فى أن تغير ملامح تلك القيمة الرمزية. فبعد مرور ٨ سنوات على بنائه، أشعل البريطانيون النار، خلال حرب الاستقلال عام ١٨١٢، فى منزل الرئيس جون آدامز، الذى لم يكن مطليا فى البداية باللون الأبيض، ولم يتبق منه إلا الجدران الخارجية، مما دفع هوبان إلى العمل على إعادة البناء والإصلاح الذى استغرق ٣ سنوات.



وفى أكتوبر ١٨١٧، انتقل الرئيس جيمس مونرو إلى البيت الأبيض، ليضيف الجناح الجنوبى عام ١٨٢٤ والشمالى عام ١٨٢٩، بينما نقل الرئيس ثيودور روزفلت كل مكاتبه إلى الجناح الغربى فى المبنى الجديد عام ١٩٠١، وبعد ٨ أعوام، وسع الرئيس وليام هوارد الجناح الغربى البيت، وأنشأ أول مكتب بيضاوى.



وبعد أقل من ٥٠ عاما على تجديد روزفلت، كان البيت الأبيض يظهر علامات ضعف هيكلى خطير، فسارع الرئيس هارى إس ترومان بتجديد المبنى، وفى أواخر القرن التاسع عشر، تم تقديم مقترحات مختلفة لتوسيع البيت الأبيض، لكن هذه الخطط لم تتحقق.



وقد نجح مركز ميريلاند للتاريخ والثقافة، بالتعاون مع موقع «هاوس فريش دوت كوم»، فى إدراج العديد من الرسوم التخطيطية للتصميمات المرفوضة التى تم رسمها، وتظليلها بالقلم الرصاص والحبر عبر برامج الكمبيوتر فى أرشيفه الخاص للحفاظ عليها، ليظهر الأشكال المختلفة البديلة التى كان سيبدو عليها البيت الأبيض اليوم.