خسر الفن المصري عددا من نجومه الكبار في الشهور الأخيرة وكان السبب كارثة كورونا رحل يوسف شعبان وسمير غانم وهادي الجيار وفايق عزب ومحمد ريحان وجمال سلامة ووحيد حامد وإنعام الجريتلى ورجاء الجداوي ودلال عبد العزيز، وقد رحلت أسماء ورموز أخري من خارج الوسط الفني، كما أن هناك من رحل لأسباب أخرى مثل محمود ياسين وعزت العلايلى .. ولا شك أن هناك أسبابا كثيرة كانت وراء رحيل هذه الرموز منها أننا أسرفنا كثيرا في إقامة المهرجانات ما بين الغردقة والأقصر والإسكندرية .. وقد جمعت هذه المهرجانات معظم النجوم الكبار وشهدت تكريم عدد من الذين رحلوا، وكان الواضح أن وسائل الوقاية لم تراع كما ينبغي حتي في الملابس والأزياء، كما أن الزحام والتكدس كان واضحا .. وفي المراحل الأولي من انتشار كورونا لم يكن هناك الاهتمام الكافي ومراعاة ظروف الحماية .. كما أن مضاعفات الفيروس كانت سببا في إهمال أساليب العلاج .. كانت خسارة كبيرة أن تفقد مصر هذا العدد من نجومنا الكبار.. إن كل فنان من هؤلاء صنعته مصر علي عينها تاريخا وجهدا وإبداعا، وكان أمام كل واحد منهم مشوار من العطاء لم يكتمل ،ولكنها إرادة الله وما قدر فعل .. إن الحرص مطلوب خاصة أمام التجمعات والمهرجانات والندوات حيث ينبغي أن تراعي ظروف هذه المرحلة الصعبة، وأن نكون أكثر حرصا علي أساليب الوقاية، وان نبتعد عن مصادر العدوي حتي يتخلص العالم من هذه الكارثة .. رحم الله هذه الكوكبة من نجومنا الكبار فكم أسعدونا بفنهم الراقي وإبداعهم الجميل .. إن رحيل هذا العدد من النجوم في اقل من عام يتطلب المزيد من الحرص أمام هذا الشبح الغامض الذي اجتاح شعوب العالم وتحول إلي خطر يهدد كل بيت وليس كل مدينة .. وحياة الفنان ليست ملكا له وحدة، إنها ملك لوطنه وشعبه ومحبيه .. ولهذا فان الحرص واجب وحياة الإنسان تستحق أن يكون أكثر حرصا عليها..