عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
السور الأخضر العظيم.. التحدى الإفريقى
14 أغسطس 2021
رشا عبد الوهاب


يبدو أن قدر إفريقيا أن تدفع ثمن خطايا وجرائم لم ترتكبها، وأن تسقط ضحية لأفعال الغرب التي فجرت غضب الطبيعة. وليس أمام القارة الإفريقية التي تتوسط العالم سوى طريقين لا ثالث لهما لمواجهة ظاهرة التغير المناخي وتداعياتها، إما الاستسلام وفتح صندوق «باندورا» المتمثل في مجاعات وصراعات وأن تصبح لعبة في يد الطبيعة الخارجة عن السيطرة، أو رسم خطط وطنية «خضراء» صارمة وقابلة للتطبيق للتعامل مع سيناريوهات مرعبة في المستقبل. وتواجه القارة بالفعل عددا من التحديات، فكورونا يستنزف طاقة العديد من دولها، إلى جانب الصراعات السياسية والأزمات الاقتصادية والأمنية.  والأسبوع الماضي، قدمت اللجنة الحكومية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة صفحتين عن اتجاهات المناخ في إفريقيا، لكن ندرة البيانات جعلت الصورة غير واضحة المعالم إلا أنها تثير القلق. وتوقعت اللجنة زيادة في متوسط درجات الحرارة والجفاف في القارة باستثناء منطقة جنوب الصحراء وشرق إفريقيا.



وذكرت منظمة «جيرمن ووتش»، مقرها بون، في مؤشر مخاطر المناخ العالمي أن 5 من الدول الأكثر تضررا من الظواهر المناخية، غير المسبوقة خلال 2019،إفريقية. وتصدرت مصر الدول الإفريقية في تنفيذ  خطط طموحة لمواجهة تأثيرات التغير المناخي منها «اتحضر للأخضر» والالتزام بأهداف الأمم المتحدة الإنمائية لعام 2030. وخلال قمة باريس الأخيرة للمناخ، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تغير المناخ من أكبر التحديات الوجودية في إفريقيا.‬ وسعت مصر إلى تأكيد تعزيز تمويل المناخ الذي تقدمه الدول المتقدمة إلى الدول النامية لصالح التكيف. وشدد الرئيس على التزام مصر المناخي، سواء داخليا من خلال استراتيجية وطنية متكاملة حول تغير المناخ يمثل التكيف فيها محوراً رئيسياً، أو إقليمياً عن طريق إطلاق مصر للمبادرة الإفريقية للتكيف في 2015، أو دولياً عبر الرئاسة المشتركة للتحالف للتكيف مع تغير المناخ. كما اتفقت الحكومات الإفريقية على مبادرة «السور الأخضر العظيم» . وتتمثل أهداف هذا المشروع في تشجير 100 مليون هيكتار من الأراضي، والقضاء على 250 مليون طن من انبعاثات الكربون، وخلق 10 ملايين وظيفة خضراء في المناطق النائية. بمجرد اكتماله، سيكون السور الأخضر العظيم أكبر هيكل حي على هذا الكوكب، أي ثلاثة أضعاف حجم الحاجز المرجاني العظيم‪.‬. وقالت الاقتصادية الأمريكية النيجيرية الأصل نجوزي أوكونجو إيويالا المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية إن بناء اقتصاد المناخ الجديد فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، وإنه يجب على كل دولة إفريقية إعطاء الأولوية له. وأشار بحث لمؤسسة «نيو كلاميت إيكونومي» الأمريكية إلى أن تحركا مناخيا جرئيا يمكن أن يحقق ما لا يقل عن 26 تريليون دولار من الآن حتى عام 2030، كما يمكن أن يولد أكثر من 65 مليون وظيفة جديدة منخفضة الكربون بحلول عام 2030، وهو رقم يعادل القوى العاملة لكل من بريطانيا ومصر اليوم، بحسب المؤسسة. ويتطلب ذلك أيضا خطة طموحة وتهيئة الظروف للتخلص تدريجيا من الفحم وتنويع مصادر الطاقة المتجددة، الاستثمار في النقل الكهربائي ومنخفض الكربون في المدن، توسيع نطاق النظم المستدامة للأغذية واستصلاح الأراضي، بما في ذلك إصلاح الغابات، وتقليل المخلفات الصناعية مثل البلاستيك‪.‬