عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
ثورة يوليو بين الظلم والإنصاف
26 يوليو 2021
فاروق جويدة


مازال المصريون منقسمين فى مواقفهم وكتاباتهم حول أحداث وشخصيات ثورة يوليو رغم مرور عشرات السنين على الحدث الأكبر فى تاريخ مصر الحديث.. منذ سنوات كتبت سلسلة مقالات تحت عنوان «من يكتب تاريخ ثورة يوليو» وطرحت فيها تساؤلات كثيرة حول غياب معظم الحقائق فى تاريخ الثورة.. الأشخاص والأحداث والرموز.. وقد تلقيت يومها شهادات واعترافات من أكثر من ٢٠ رمزا من رموز الثورة كان فى مقدمتهم السيد زكريا محيى الدين وحسين الشافعى.. وحين صدر الكتاب أثار جدلا كبيرا لأنه رغم الشهادات لم يجب عن تساؤلات كثيرة حول ما حدث مع يوسف صديق ودوره فى الثورة، وإبعاد محمد نجيب عن السلطة، والحقيقة فى وفاة عبد الحكيم عامر، وأسباب النكسة فى ٦٧، وقصة التنحى وقد أنكرها السيد زكريا محيى الدين فى شهادته معى وقال إنها حكاية خيالية.. وقد أدان السيد حسين الشافعى واستنكر سوء معاملة الرئيس محمد نجيب وتحديد إقامته.. أحداث وقصص كثيرة شهدتها ثورة يوليو.. ورغم أن عددا كبيرا من رموز ثورة يوليو كتبوا مذكراتهم، فإن الهدف لم يكن البحث عن الحقيقة ولكن تبرئة الذات.. وبقيت معظم أسرار وخبايا ثورة يوليو تبحث عن الحقيقة التى لم يكشفها أحد.. وربما دفع ذلك د.هدى عبد الناصر ابنة الزعيم الراحل أن تجمع تراث والدها من الخطب والصور لعلها تقدم شيئا من الحقيقة.. وإن بقى تاريخ ثورة يوليو حائرا بين من ظلموها ومن أنصفوها .. وربما جاء يوم وتكشفت فيه حقائق الأحداث وإن بقيت المشكلة الأكبر أن تاريخ الثورة بلا وثائق.. إن أخطر ما تعرض له تاريخ ثورة يوليو هو غياب الوثائق حتى إن نصوص اجتماعات مجلس قيادة الثورة والمحاكمات وعدد من القوانين المهمة لا أحد يعرف مصدرها وأين هى الآن.. ربما تكون فرصة افتتاح متحف الثورة تعيد قراءة ما بقى من الحقائق والأسرار وتنصف رموزا كثيرة ظلمتها الأحداث والكتابات وتجاهل الحقائق.