2 – بمقدوري اليوم أن أقول عن ثقة وعن يقين: إن الثورة مازالت مستمرة رغم مرور 69 عاما علي حدوثها ورغم ما تعرضت له من عثرات وانتكاسات وهزائم فإنها مازالت حية وقادرة علي تأكيد صحة الأهداف والمبادئ التي أعلنتها وأصبحت ملكا لهذا الشعب جيلا بعد جيل وليست قصرا علي جيل بعينه بدليل أن الجيل الذي يقود هذه المرحلة باسم أحد أهم روافدها يؤكد بالأفعال وليس بالأقوال أنه جيل علي قدر المسئولية التاريخية.. ولنا في إطلاق مشروع «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري خير مثال وخير دليل.
الثورة مستمرة لأن 30 يونيو عام 2013 هي امتداد طبيعي للثورة الأم التي تعلقت بها آمال وأحلام المصريين في 23 يوليو عام 1952 فالحقائق الأساسية لأهداف التغيير لم تتغير وإنما التغيير كله في الإطار وفي التفاصيل نتيجة لاختلاف العصور والظروف.
إن مشروع «حياة كريمة» يمثل امتدادا وتحديثا وتطويرا لقانون الإصلاح الزراعي باعتباره خطوة جديدة علي نفس الطريق وحلقة أخري ترتبط بنفس السلسلة التي بدأتها ثورة يوليو بإنشاء الوحدات الصحية بالريف وتوسيع قاعدة التعليم وبدء السير علي طريق الحلم لتوصيل مياه الشرب النقية وأعمدة الكهرباء إلي نسبة معقولة من قري ونجوع مصر.
ومهما بدا من اختلاف في الإطار وفي التفاصيل قياسا علي شمولية النظرة وتوفير الدعم الهائل لمشروع «حياة كريمة» بما يتناسب مع تضاعف عدد سكان مصر بنحو 5 مرات عما كان عليه الحال مع ثورة يوليو فإن القصة هي نفس القصة والحلم هو ذات الحلم والهدف هو رفع شأن الفلاح المصري وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة علي قدم المساواة مع أهل المدن.
ومهما يكن من أمر فإن رهان الرئيس السيسي علي تنفيذ هذا المشروع العملاق بنفس معدلات سرعة الإنجاز التي لمسها المصريون علي أرض الواقع في السنوات الأخيرة مع سلسلة المشروعات القومية العملاقة هو بمثابة تأكيد لا يقبل الشك في أن الثورة مازالت مستمرة وأن 30 يونيو عام 2013 هي الابن الشرعي والوفي المخلص لمبادئ ثورة 23 يوليو عام 1952 بعد تطويرها وتنقيتها مما لحق بها من شوائب ومثالب شأنها شأن أي عمل إنساني يخضع للسلب والإيجاب.
وسلام علي مصر العظيمة التي تنتقل فيها مسئولية حمل الأعلام وتحمل المهام الجسام جيلا بعد جيل والتي لا يقدر عليها إلا القادة العظام!
وغدا قراءة جديدة «تأميم عبد الناصر.. وتفويض السيسي»!
خير الكلام:
<< أنجز مهامك الصعبة أولا.. أما السهل منها فسوف يتم من تلقاء نفسه!