عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
عودة جديدة للحياة
23 يوليو 2021
أحمد أبوالمعاطى


فتحت قاعة البرت هول الملكية أبوابها فى لندن الأسبوع الماضى، بحفل موسيقى كبير، احتفالا بالذكرى الخمسين بعد المائة لانشائها، ليتدفق على تلك البناية العتيقة، قرميدية اللون، والمصممة وفق الهندسة الرومانية القديمة، أكثر من خمسة آلاف بريطانى، بدون كمامات لأول مرة منذ نحو عامين، ليضيفوا الى الاحتفال مذاقا إضافيا، ويتحول الحفل الى احتفالين، واحد بالقاعة الموسيقية الأشهر فى العالم، وواحد بانتهاء آخر القيود التى فرضتها السلطات البريطانية، لمواجهة تفشى وباء كورونا.



منذ تأسيسها فى نهايات القرن الثامن عشر، وقاعة ألبرت هول الملكية فى لندن، تعد القبلة الأولى، لنجوم الغناء والفن بشكل عام فى مختلف اصقاع العالم، لا ينافسها فى تلك الشهرة العريضة، سوى مسرح الاولمبيا فى باريس، ذلك المسرح العريق الذى شدت فيروز فوق خشبته، قبل نحو ثلاثة عقود، أجمل اغانيها، ومن قبلها غنت صباح، وقدمت كوكب الشرق أم كلثوم، أجمل القصائد فى ستينيات ومطلع سبعينيات القرن الماضى، لتؤكد جدارتها واستحقاقها بلقب كوكب الشرق، كأول مطربة عربية تعتلى خشبة هذا المسرح العريق فى التاريخ.



استضافت البرت هول على مدى عقود، كبار المطربين وأساطين الموسيقى الكلاسيكية من مختلف انحاء العالم، مثلما احتفت أيضا، بكبار نجوم موسيقى الروك والبوب، وعلى مسرح تلك القاعة، غنى العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، ليسجل اسمه كأول مطرب عربى فى التاريخ، يغنى على مسرح القاعة الملكية الإنجليزية، بحفل بديع استضافته العاصمة البريطانية لندن فى نوفمبر ١٩٦7، وتم بثه على الهواء مباشرة، فى التليفزيون والإذاعة المصرية، قبل أن يختفى تسجيل تلك الحفلة من أرشيف التليفزيون المصرى، بين آلاف من التسجيلات النادرة الأخرى، التى ظهر بعضها منذ سنوات على شاشات بعض المحطات العربية الخاصة، دون أن يعرف احد من الذى اخرج هذه الثروة النادرة، وكيف تمت سرقتها من ماسبيرو.



ومنذ شهور والانتقادات تتوالى على الحكومة المصرية، من منصات فى الداخل والخارج، لا تخلو من سخرية لاذعة، لأسلوب ادارتها أزمة جائحة كورونا، وهى إدارة تثبت الأيام، والقراءة السريعة لحركة انتشار الوباء وطرق مكافحته، استنادا الى الإحصاءات الرسمية، الصادرة عن دول عديدة حول العالم، أنها كانت صائبة بامتياز، ولعل هذا الحضور الجماهيرى الكبير لنهائيات كأس الأمم الاوروبية، الذى تابعه الملايين قبل نحو أسبوعين، ومؤخرا احتفال قاعة البرت هول الملكية، يفتح الباب من جديد، لنقاش جاد داخل اللجنة العليا الخاصة بمواجهة كورونا، حول عودة الحياة من جديد لطبيعتها فى مصر، خصوصا بعدما تسببت فترات الاغلاق والحظر، فى خسائر اقتصادية كبيرة.



ربما يظل فيروس كورونا بتنويعاته المختلفة، معنا لسنوات أخرى مقبلة، وأغلب الظن أنه سيكون أحد الأمراض الشائعة مثل الانفلونزا الموسمية، وهو ما يعنى حتمية عودة الحياة لطبيعتها فى كل المجالات، حتى تنتهى التجارب التى تتواصل على قدم وساق منذ نحو عامين، وتتوصل الى علاج شاف لهذا الوباء اللعين.