عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«ساعة غضب» ..للرجال فقط
22 يوليو 2021
ريهام محمود عبد السميع


 الحوار بين الزوجين ضرورى لاستمرار الحياة الزوجية، لكن عندما يحتدم النقاش ويتحول إلى مواجهات صادمة وغضب شديد فيجعل الأمر يزداد سوءاً



وهنا يبدأ التصادم فى وجهات النظر...فالرجل يرى دائما إنه على حق وعلى الزوجة أن تتحمل الأمر وليس لها الحق فى إظهار غضبها، وإن فعلت ذلك واعتزت برأيها أصبحت عنيدة وعلى خطأ وهى المتسببة فى الوصول للغضب والتصادم، ودائما ما يتوقع المجتمع من المرأة احتواء الرجل وتبرير بعض التصرفات بانها «ساعة غضب» وكل الرجال تغضب فى المقابل لا يسمح للمراة باستخدام نفس المبرر بالرغم من أن طبيعة المرأة الفسيولوجية تجعل فرص الغضب لديها اكثر كما يقول د.عادل مدنى استاذ الطب النفسى والذى يؤكد أن عدد مرات الغضب أكثر لدى المرأة، لكن الاختلاف بينها وبين الرجل يكون فى شدة الغضب وحدته لكن لا يوجد فرق فى الغضب نفسه كشعور وانفعال بين الرجل أو المرأة،  فالتعبير عن الغضب يختلف من شخص لآخر وليس رجلا وامرأة،  لأنه صفة او طبع يكون جزءا من تكوين الشخصية، فتعرف بالشخصية الغضوبة، فهناك من يعبر عن غضبه بشكل عنيف و آخر يستطيع أن يتحكم فى نفسه ويملك أعصابه، لذلك يجب على كلا الزوجين وضع أساس فى التعامل سويا مع نوبات الغضب لدى الطرف الآخر ومعرفة ما يثير غضبه أكثر أو الطريقة التى تخفف من حدة غضبه لكنه فى النهاية شعور طبيعى ينتاب أى شخص وليس حقا لطرف واحد فقط دون الآخر ويحاول الاثنان معا تجنب لحظات التصادم ومعرفة النقطة التى يجب أن يتوقف عندها الطرفان حتى لا تتفاقم الامور ومعاودة الحديث بعد فترة من الهدوء بشكل هادئ وعقلانى للتوصل إلى حلول مثمرة، فالنقاش الفاشل والغاضب يزيد الأمر تعقيدا.



 وبسؤال د.نانسى ماهر استشارى العلاقات الأسرية ومرحلة المراهقة عن الغضب ومدى تأثيره على الحياة الزوجية و لماذا يحمل المجتمع المرأة دائما مهمة احتواء غضب الزوج وليس العكس؟ قالت أن الغضب من أصعب الانفعالات التى يمر بها الإنسان فأسبابه وأبعاده كثيرة جدا ونفس الموقف قد يثير غضبنا فى إحدى المرات ولا يثيرها فى مرات اخري، وهناك أشخاص يكون غضبهم انفعاليا فقط وهناك اشخاص يتمادون فى غضبهم وبعض الناس يلتزمون الصمت وهناك أيضاً غضب بالعنف اللفظى والصراخ والإساءة الجسدية فى بعض الأحيان وغيرها من الانفعالات الغاضبة.



 وللتعامل الصحيح مع الغضب فى الحياة الزوجية لابد من التفكير فى أسبابه بموضوعية، وهل هو امر يحدث بشكل متكرر وإلى أى درجة يصل ومحاولة تفهم وتخفيف حدة انفعال الطرف الآخر وتجنب الصدام ومنحه فرصة للهدوء وعدم استفزازه واثارته أكثر لكن إن أصبح الانفعال عادة أو متكرر، بسبب إساءة الطرف الآخر بشكل مؤذ نفسيا وجسديا لابد هنا من التعامل بأسلوب مختلف وحاسم يتناسب مع الوضع.. وكما تؤكد د.نانسى فالغضب موجود فى الرجل والمرأة وليس له علاقة بالنوع لكن طبيعة المرأة تجعلها تختلف فى تعبيرها عن غضبها عن الرجل، ولديها القدرة على تحمل الألم أكثر بينما يكون الرجل أقل صبرا ويرى دائما أن وجهة نظره صحيحة جدا ويرفض أى نوع من مخالفة الرأى من الطرف الآخر فتتصاعد حدة انفعالاته أكثر بشكل أسرع. وإن كانت الموروثات المجتمعية تجبر المرأة على الصبر والتحمل من أجل الحفاظ على البيت والأبناء، لكنه ليس دورها فقط، فالرجل مطلوب منه ايضا احتواء غضب الزوجة والتخفيف منه وتفهمه واستيعابه والتعامل معه بطريقة صحيحة دون الضغط عليها او استفزازها والسماح لها بالتعبير عنه، فالكبت الطويل وكتم المشاعر باستمرار تصل بالمرأة إلى درجة الانفجار وهو ما يفاقم حدة الامور ويخرج بها عن السيطرة وكلما زاد الضغط النفسى عليها اصبحت اقل احتمالا فالمرأة بطبيعتها تحتاج للكثير من الحب والرعاية والاحتواء.



 وتقدم استشارى العلاقات الأسرية بعض النصائح للمساعدة فى التحكم فى مشاعر الغضب كممارسة بعض الرياضات مثل اليوجا وتمارين النفس التى تساعد على التحكم فى الانفعالات مع محاولة تفادى المواقف المؤذية التى تؤثر سلبيا على شريك الحياة والأسرة، بالإضافة إلى ضرورة البحث عن مساعدة فى حالة عدم القدرة على التحكم فى المشاعر، كما أن الحرص على التواصل مع شخص مقرب أو طبيب نفسى عن أسباب الغضب أو المشاكل النفسية اليومية يساعد كثيرا.