عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
14 يوليو 1789
14 يوليو 2021
أسامة الغزالى حرب


هناك تواريخ يصعب على أى دارس للعلوم السياسية وللتاريخ أن يتجاهلها أو ينساها، بل إنها بمجرد مقدمها فى كل عام- تدق ناقوسا فى ذهنه، لأنها ارتبطت بأحداث كبرى غيرت مجرى التاريخ فى العالم،و أقصد هنا تحديدا التاريخ الحديث، حتى لو تعرضت- مثل كل الأحداث الكبرى ايضا- للتراجع أو الانكسار المؤقت! ومن أهم تلك الأحداث العالمية بلا شك الثورة الفرنسية التى تفجرت فى عام 1789 وكان تحطيم سجن قلعة الباستيل بباريس فى مثل هذا اليوم (14 يوليو) أبرز علامات تفجرها، وبداية وقائعها المثيرة. أسباب قيام الثورة الفرنسية هى نفس الاسباب التى كانت ولا تزال تدعو إلى قيام الثورة فى أى مكان فى العالم: التفاوتات الطبقية الحادة والامتيازات التى حظيت بها الطبقة الأرستقراطية ورجال الدين وفقا للنظام الإقطاعى الذى ساد فى ذلك الوقت على حساب الطبقات الشعبية الفقيرة، الحروب الخارجية (حرب السنوات السبع التى جرت بين عامى 1756 و1763و كذلك حرب الاستقلال الأمريكية) التى أثقلت كاهل الدولة بالديون، فحاولت تعوضها بفرض ضرائب أثارت مزيدا من السخط والاستياء. تأثرت الثورة الفرنسية تأثرا مباشرا بأفكار مفكرى التنوير العظام، الذين أعلوا من شأن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ليس فقط فى فرنسا، وإنما فى العالم كله مثل فولتير وجان جاك روسو ومونتسكيو، مثلما انتشرت شعارات الثورة الفرنسية (الحرية والإخاء والمساواة). وكان إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذى أصدرته الجمعية الـتأسيسية فى أغسطس 1789 أحد الإسهامات العظيمة التى قدمتها الثورة الفرنسية للبشرية كلها. غير أن تأثيرات الثورة الفرنسية وصلت لمصر بسرعة مع حملة نابليون إليها فى عام 1798 ليس فقط لعرقلة طريق بريطانيا إلى الهند، وإنما وعى بأهمية مصر الجغرافية وثقلها الحضارى الأمر الذى يفسر اصطحاب نابليون العلماء الفرنسيين الذين انكبوا على دراسة مصر دراسة شاملة ضمنوها فى الكتاب الأشهر، الفريد والعظيم: وصف مصر!