عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
فى بيتنا ورشة مشروعات عائلية صغيرة
11 يوليو 2021
صفاء شاكر
> كاميليا إبراهيم صاحبة مشروع «ديكورات خشبية»


السنوات القليلة الماضية شهدت انطلاقة كبيرة للفنون الحرفية والمشغولات اليدوية وأثبتت النساء تفوقا كبيرا وكشفت عن مواهب دفينة خاصة .. بدأن بمشروعات صغيرة تحولت مع الوقت إلى مشروعات أكبر بل أنها تحولت إلى مشروعات عائلية تعمل فيها الزوجة والزوج والأبناء .



عائشة على صاحبة مشروع للمشغولات اليدوية يساعدها فيه ابنها يوسف عماد البالغ من العمر 19 عاما والذى بدأته منذ 4 سنوات وتقول أنها عاشقة لفن الكروشية منذ أن تعلمته فى المدرسة وفى البداية كانت تقوم بتصنيع المفارش واهدائها للمعارف والأصدقاء وعندما تعرضت لظروف فكرت فى عمل مشروع تجارى يدر عليها ربحا ويساعد على نفقات الحياة وبدأت أصمم العرائس والدمى من الكروشية وهنا واجهتنى مشكلة ــ كما تقول ــ فالمشروع يحتاج لرأس مال ومكان للعمل ولا أمتلك أيا منهما, فقسمت بيتى لجزءين الأول للمعيشة والآخر أصبح ورشة نعمل فيها.. أما المشكلة الكبرى فكانت التسويق وهى أكبر مشكلة تواجه أى صاحب مشروع مبتدئ ولكن ساعدنى ابنى واشتركنا فى معارض الصندوق الثقافى، والأسر المنتجة ومعارض صندوق الصناعات مثل ديارنا أما ابنها يوسف عماد يدرس فى اكاديمية الفنون قسم الفن التشكيلى فيقول درست الفن واشتركت فى دورات تدريبية للفنون التشكيلية وعمرى 9 سنوات فى بيت السنارى بالسيدة زينب ومركز طلعت حرب بالإضافة إلى دورات الاونلاين وغيرها والآن أقوم برسم اللوحات الفنية وتصميم المجسمات بالفوم واساعد والدتى فى هذا المشروع واحلم ان أصل به للعالمية وتصدير منتجاتنا من ملابس الكروشية والمفارش للخارج وهو الحلم الذى أسعى اليه بدراسة أذواق الاسواق الخارجية.



كاميليا ابراهيم صاحبة مشروع للديكورات الخشبية اليدوية «الآركت» فتقول: كنت أعانى من أوقات الفراغ الطويلة وبعد خروج زوجى للمعاش المبكر قبل ست سنوات, فكرنا معا فى المشروع فكان هو يضع التصميمات بفضل خبرته كمهندس معمارى وأنا أتولى التنفيذ. عندما بدأنا المشروع كنا نهدى ما ننتجه للأصدقاء والاقارب والجيران، ثم تعرفت على صاحبة جاليرى وبدأت تسوق لى المنتجات ثم اشتركت فى معرض مركز الشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة والأسر المنتجة بالاسكندرية كانت المشكلة الاكبر فى بدايتنا هى التسويق وهى المشكلة التى لا يستطيع أصحاب المشروعات الصغيرة حلها بأنفسهم لعدم وجود الخبرة الكافية فى هذا المجال ولكن الدولة تسهم فى حلها بإقامة المعارض مثل تراثنا وديارنا وغيرها.



أما زينة أبوالحسن فلديها مشروع للمشغولات السيناوية تتشارك فيه مع والدتها التى بدأته قبل 17 عاما تعد من أولى السيدات اللاتى بدأن العمل فى المشروعات الصغيرة كما تقول وتضيف: منتجاتنا ليست تراثية تقليدية كالشال والجلباب فقط بل طورت من نفسى واضفت الشنط والشموع والانتيكات والملابس العصرية بتطريز وشغل بدوى والاكسسورات وأيضا الكراسى. وتضيف أن هذه المشروعات الصغيرة التراثية لا تمثل بابا للرزق فقط ولكنها وسيلة للحفاظ على التراث. وعن كيفية تسويق منتجاتها تقول منذ بدأنا المشروعات لم يكن هناك تسويق غير المعرض الذى تنظمه وزارة الشباب والرياضة، وأما الآن تطور التسويق وأصبحت هناك معارض أكثر بالإضافة إلى التسويق الالكترونى ونتمنى ان يتم تنظيم معارض فى محافظات مصر خاصة التى تتسم بالطابع السياحى مثل الأقصر وأسوان والغردقة والساحل وغيرها وتقديم مساعدة أكبر لتصدير المنتجات المميزة سواء عن طريق الدولة أو صندوق دعم الصادرات أو أصحاب شركات التصدير بالإضافة إلى زيادة كمية الورش التى يتم التدريب فيها لتساهم فى اتقان الصنعة.



أما جيهان مصطفى فتقول كنت ربة منزل لكنى أهوى الاشغال اليدوية منذ الصغر وكنت انفذها لبيتى أو أقدمها للمعارف والاصدقاء لكنى تعرضت لظروف قاسية لذا فكرت فى استثمار موهبتى فى الاشغال اليدوية للبدء فى عمل تجارى خاص بى ليكون مصدر رزق وكنت قد تخطيت الـ 50 سنة، وشجعنى على ذلك كل المحيطين بى وشاركونى الحلم والعمل وبدأت مشروعى بالكروشية ومفروشات وتطريز الملايات وأطقم السرير وشنط وصوانى خشب وطباعة بوستر على مفارش السفرة وعلب المناديل ليصبح «طقما شاملا»، واختار لكل منتج الخامة المناسبة له ودائما أركز على الأقمشة المصرية المتميزة مثل قماش أخميم للسفرة والأقمشة الكتان والجوبلان للتنجيد وتضيف ابحث دائما عن الجديد حتى لا أكرر ما أنتجه، وأيضاً أحاول استغلال الخامة بطريقة جيدة واقتصادية حتى لا أهدر القماش.



تيسير فريد تؤكد أن التحلى بالصبر والأمانة هو الطريق للنجاح فى المشروعات الصغيرة كذلك الإتقان وتطوير المنتج وهى صاحبة مشروع لتطريز المفروشات بالخيوط وبالساتان وكسر الخرز وخرج النجف وتضيف ان أسعار الخامات هى إحدى المشكلات التى قابلتها وتشرح ذلك قائلة الخامة المصرية الدرجة الأولى غالية جدا مما يضطرنا إلى أن ندمج معه الخامة التركى أو الصينى أو نستخدم خامة مصرى الأقل جودة لكننا نتمنى تصدير المنتج المصرى «الهاند ميد» عالى الجودة بأيد مصرية وخامات مصرية خالصة وتطالب بضرورة إنشاء مراكز اكثر لتدريب المرأة والشباب على التطوير والابتكار للوصول بهم إلى أكبر قدر ممكن من الوعى والإبتكار، الذى يجعلهم أصحاب مشاريع واستثمارات متطورة أما المشكلة الأخرى وهى التسويق فهى تشارك فى المعارض التى تنظمها الدولة لكنها تتمنى التوسع واستغلال فترة المصايف وإقامة المعارض سواء فى الساحل أو المناطق ذات الطابع الساحلى مع البعد عن فترة الامتحانات التى يقل الإقبال فيها.



عبدالوهاب عبدالغفور المدير التنفيذى لصندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية يؤكد أن الصندوق يوفرالتدريب على الحرف اليدوية مثل الحياكة والتفصيل والباترون وأعمال التريكو والتطريز الآلى والكروشيه واللاسيه وصناعة المفارش والملايات والديكوباج حتى تتمكن المتدربة من اتقان الصنعة وتقديم إنتاج مميز قادر على المنافسة وأيضا التعاون مع الجهات المحلية والدولية لتعزيز القدرة على رفع إنتاجية هذه الصناعات، بالإضافة إلى المزج بين المعرفة التقليدية والاساليب العلمية فى التنمية وتيسير الحصول على القروض من مصادر التمويل المختلفة ومعاونة أصحاب المشروعات فى تسويق منتجاتهم المميزة عن طريق تنظيم معارض داخلية دائمة ومؤقتة ومعارض خارجية متنقلة، خاصة من هم فى بداية مشروعهم أو من لا تجيد مهارة التسويق وذلك من خلال المركز الرئيسى لها فى 21 ميدان العتبة بالإضافة إلى الفروع الأخرى بالزاوية الحمرة والجمالية وشلقان بالقناطر.