عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أغنيات وطنية.. وثورات شعبية
3 يوليو 2021
أحمد السماحى [عدسة ــ السيد عبد القادر]


لا شك أن الأغنية الوطنية هى الترجمة الحقيقية لمعنى الانتماء فى الضمير الجمعى للشعوب، وفى مصر تفنن المبدعون فى نظم كلمات وضبط ألحان ألهمت الوطن العربى كله التميز فى هذا اللون من الفنون شديد الخصوصية.



وفى هذا السياق ولدت أغنيات ثورة ١٩١٩ التى لحنها «سيد درويش»، وأشعلت الشارع المصرى مثل «بلادى بلادي، وقوم يا مصرى وأنا المصري».



وبعد إذاعة بيان ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، تلقى الشعب الخبر بسعادة بالغة، وهرع كثير من المطربين إلى الإذاعة يغنون للجيش ورئيس الحركة المباركة اللواء «محمد نجيب»، وحمل كثير من أغنيات الأيام الأولى للثورة اسم «العهد الجديد» لمطربين مثل «لوردكاش، وشافية أحمد، وإبراهيم الحجار، وفايدة كامل، وعبدالحليم حافظ وعصمت عبدالعليم» وغيرهم.



ومن الأغنيات الوطنية المهمة التى وصلت بكل سلاسة إلى الشعب وأحيت الحس الوطنى فيه كان «نشيد التحرير»، أو كما عرف بـ «على الإله القوى الاعتماد بالنظام والعمل والاتحاد»، وهو مأخوذ من أول شعارات ثورة يوليو، وتغنت به «ليلى مراد»، وغنى الشعب مع محمد قنديل «على الدوار، على الدوار، راديو بلدنا فيه أخبار» ، كما ردد أيضا أغنية «ما خلاص إتعدلت» لأحمد عبدالله.



وفى الخمسينيات والستينيات توالت أغنيات القومية العربية، وعندما حدث العبور العظيم عام ٧٣، ردد الشارع المصرى «بسم الله، الله أكبر بسم الله» للمجموعة، و«أنا على الربابة بغني» لوردة، و«عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة» لشادية، و«عاش اللى قال» للعندليب، وغيرها.



واستمرت ثورة الأغانى والأناشيد الوطنية على مدى السنين والأحداث، وفى الثالث من يوليو عام ٢٠١٣، كان الملايين فى الشوارع يطالبون بإسقاط حكم الإخوان، رافعين شعار«يسقط يسقط حكم المرشد».



وبعد كلمة «عبدالفتاح السيسي» وزير الدفاع وقتها، رئيس الجمهورية الحالى، احتفل المصريون فى ميدانى التحرير والاتحادية، وفى مختلف محافظات مصر ببيان القوات المسلحة، وواكب ذلك ظهور أوبريت «تسلم الأيادى» لمجموعة المطربين، وتوالت بعدها أغانى الفرحة والنصر التى أشعلت الشارع المصرى، وعبرت عن إرادته.