عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«وباء القمامة ».. أحدث تداعيات كورونا فى أمريكا
27 مايو 2021
ياسمين أسامة فرج


بعد تراجع أعداد الإصابات بفيروس كورونا فى أنحاء الولايات المتحدة وما تلاه من تخفيف لإجلاءات الإغلاق وبدء عودة الحياة تدريجيا إلى شبه ما كانت عليه قبل الوباء، تكشفت واحدة من أسوأ التداعيات البيئية للجائحة ألا وهى تلال القمامة التى تراكمت بكميات ضخمة على أرصفة الشوارع بالمدن والأحياء وعلى جنبات الطرق السريعة والمصارف والممرات المائية والغابات فى مختلف الولايات الأمريكية فى ظاهرة وصفتها مجلة «تايم» الأمريكية بأنها «وباء القمامة» الذى خلفته جائحة كورونا.



«القمامة فى كل مكان» ... هكذا وصف ديفيد بيدرمان، المدير التنفيذى لاتحاد أمريكا الشمالية للنفايات الصلبة، الوضع البيئى فى الولايات المتحدة. ففى بورتلاند بولاية أوريجون، سجلت السلطات رقما قياسيا فى كمية القمامة التى تم جمعها خلال عام 2020 بلغ 3 آلاف طن بزيادة 50% على حجم ما تم جمعه فى 2019، كما ارتفعت طلبات السكان لإزالة القمامة ورسوم الجرافيتى بنسبة 300% مقارنة بعام 2019. ووفقا للتقارير المحلية، شهدت مدينة نورفولك بولاية فيرجينيا ارتفاعا تاريخيا فى حجم النفايات والمخالفات المتعلقة بالتخلص من القمامة بطرق غير قانونية، أما فى بنسلفانيا فقد سجلت ارتفاعا فلكيا فى انتشار المكبات غير القانونية للقمامة بنسبة 213% فى 2020 مقارنة بالعام السابق له.



وبوجه عام، تم رصد 24 مليار قطعة قمامة على طول الطرق السريعة و26 مليار قطعة على جوانب الممرات المائية فى الولايات المتحدة العام الماضى، وذلك وفقا لبيانات نشرتها منظمة «حافظ على أمريكا جميلة» غير الربحية. ومما يزيد الأمر سوءا، فإن المسئولين ومالكى الشركات الصغيرة فى نيويورك أكدوا أن «الفئران» التى تزايدت أعدادها بسبب انتشار القمامة تسببت فى عرقلة عودة المستهلكين وإعاقة حركة الأسواق مما يصعب من جهود التعافى لأصحاب الأعمال الذين عانوا لشهور خسائر اقتصادية هائلة جراء الإغلاق.



وأشارت مجلة «تايم» إلى عدة أسباب تكمن وراء تزايد القمامة فى أمريكا، لعل أبرزها هو إجراءات خفض الميزانية ببعض الولايات والتى أسفرت عن تسريح العديد من عمال النظافة بإدارات النظافة والصرف الصحى، فضلا عن أنه فى بعض المدن مثل بالتيمور، تسبب ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا بين عمال النظافة فى انخفاض أعداد العاملين فى هذا القطاع .بالإضافة إلى ذلك، فإن إجراءات الإغلاق أدت إلى تزايد أعداد الأشخاص الماكثين فى البيوت الأمر الذى أدى بالتبعية إلى تزايد النفايات المنزلية بشكل غير مسبوق. ووفقا لاتحاد النفايات الصلبة، فإن كمية النفايات المنزلية ارتفعت بنسبة 5 إلى 8% عن العام السابق.



وزادت النفايات المنزلية أيضا نظرا لتزايد استخدام المواطنين لمنتجات الوقاية الصحية ذات الاستعمال الواحد مثل الكمامات والقفازات، ووفقا لمنظمة «حافظ على أمريكا نظيفة»، فإن نحو 207 ملايين قطعة من منتجات الوقاية من الفيروس تم إلقاؤها فى القمامة فى أواخر 2020.



كما تسببت إجراءات مكافحة كورونا فى عودة استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد التى كان محظورا استخدامها فى بعض الولايات فضلا عن تزايد استخدام العديد من المنتجات البلاستيكية فى تناول وتقديم ولف الطعام وذلك كبديل للأطباق والأدوات الأخرى التى تحتاج إلى تعقيم وإلا نقلت العدوى.