يجمع شعبى مصر والسودان وحدة اللغة والثقافة والمشاعر الإنسانية والمطلوب دعم وتعزيز هذه الوحدة، وما يقرب بيننا التكامل الاقتصادى الذى يمكن أن يكون نواة لسوق عربية مشتركة تتوازى مع السوق الأوروبية المشتركة مثل تعزيز العلاقات التجارية وإنشاء صناعات كبرى مشتركة، وفتح آفاق جديدة للإنتاج الزراعى والحيواني، فأرض السودان الزراعية شاسعة تزيد على خمسين مليونًا من الأفدنة قابلة للزراعة فورًا وأتعجب أن يستورد السودان نحو 350 مليون طن من القمح من الولايات المتحدة الأمريكية، فى حين أنه بالشراكة مع مصر، حيث الأيدى العاملة الماهرة والمهندسون الزراعيون المتخصصون يمكن أن ُيكونا سلة غذاء للعالم العربى والأوروبي، كمًا وكيفًا.
وقد أحسنت الدولة بالتوجه لوضع إستراتيجية مشتركة للبناء والتخطيط المستقبلى وإرساء أساس قوى لبنية تحتية. حيث شرعت فى الربط بين البلدين وتقريب المسافات عن طريق بناء خطوط السكك الحديدية لتسهيل نقل الأفراد والبضائع وتنشيط الحركة التجارية، كما نفذت مشروعا عملاقا للربط الكهربائى الإقليمى بين مصر والسودان لزيادة التعاون.
إن الاقتصاد هو العمود الفقرى للدول وقد أصبح مصدرًا للقوة الناعمة وهو الذى يمثل مصلحة الشعوب ويقرب وجهات النظر، فمصر والسودان أمة واحدة مرتبطتان منذ القدم بوشائج تاريخية عميقة ويمثلان معا محور التاريخ وثقلًا حضاريا يجب أن يستثمر ليكون نواة للوحدة الاقتصادية العربية.
د. عادل منصور الشرقاوى