هل سمعتم عن الانفجار الذى وقع فى كابول (أفغانستان) يوم الأحد الماضى؟ سوف أعيد لكم بعض ما جاء فى الأهرام أول أمس (الإثنين)، نقلا عن وكالات الأنباء! البيان عن الانفجار أصدره المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية قال فيه إن سيارة مفخخة انفجرت أمام مدرسة سيد الشهداء للبنات، التى تقع غرب كابول، فى حى تسكنه أغلبية شيعية. وقع الانفجار على عدة مراحل، بينما كان سكان الحى يتسوقون استعدادا لعيد الفطر! بعد الانفجار الأول اندفعت الطالبات فى حالة ذعر ورعب، ليواجهن بعد ذلك انفجار قنبلتين أخريين واضح أنهما دبرا على نحو شيطانى لقتل أكبر عدد من البنات! أعلن المسئولون أن ضحايا الانفجار (حتى لحظة إعلان البيان) كانوا 58 فضلا عن اصابة نحو مائة وخمسين! لم أكتف بما قرأته فى الأهرام وذهبت أطالع مقاطع الفيديو المصورة على المواقع الاخبارية العالمية الأخرى، وأرجوكم ارجعوا إليها، لتشاهدوا كم الرعب والهلع والحزن الذى أصاب أمهات وآباء وأحباء البنات المنكوبات وهم يشاهدون فلذات أكبادهم وقد استحلن إلى أشلاء جثث ممزقة، غارقة فى دمائهن! ثم وهم ينظرون بأسى ولوعة إلى صفوف أكفان بناتهم الصغيرات البريئات، قبل نقلهن إلى مثواهن الأخير. لم أهتم كثيرا بتحديد القتلة... هل هم طالبان الذين اتهمهم الرئيس أشرف غنى، أم هم مجموعة متعصبة مجنونة أخرى..! هل تعرفون ماذا خطر على بالى وانا أتابع تلك المشاهد المحزنة الكئيبة؟ أقول لكم! رجعت بسرعة إلى الأغنيية الشهيرة الجميلة الرائعة التى كتب كلماتها صلاح جاهين، ولحنها كمال الطويل، وغنتها النجمة الموهوبة سعاد حسنى..هل تتذكرونها ؟ البنات البنات..الطف الكائنات... قولوا يابختنا، قد إيه كلنا... فرحانين إننا اتولدنا بنات!... ياه ما أبعد الشقة، بين ثقافة وثقافة، بين حضارة وحضارة. أيها المصريون ما يحدث فى تلك البقاع المظلمة من العالم ينبغى أن يذكركم بجوهر بلدكم العظيم، ولكن بشرط ألا تستكينوا وتتكاسلوا، وأن تتقدموا بكل قوة وثقة لبناء مصرنا الحبيبة!