عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
عائد من كورونا !!
11 مايو 2021
مسعود الحناوى


زارنى الفيروس اللعين قبيل قدوم شهر رمضان الكريم.. واصطحبنى كورونا معه طوال الأيام الأولى للشهر الفضيل رغم التزامى بالإجراءات الاحترازية والجوانب الوقائية.. ومنعنى من كتابة مقالى الأسبوعى وممارسة أمور حياتى العادية.



تجربة مريرة وأليمة لكنها نافعة ومفيدة .. أخطر ما فيها تلك الهواجس المتزاحمة السيئة التى تنتابك والأفكار السامة التى تسيطر عليك ,وعملية العزل الإجبارى التى تشعرك أنك أصبحت منبوذا ومصدر شر للجميع ,والخوف من انتقال العدوى لفلذات أكبادك وأغلى ما تمتلك فى الدنيا!!



ولكن الجزء المفيد منها أنها تشعرك أنك أصبحت قريبا جدا من الموت والوقوف بين يدى الرحمن الرحيم, وأن كل ما تمتلكه لا يساوى شيئاً, وأنك مستعد للتضحية بالمال والوظيفة والشهرة وأى شيء بين يديك من أجل عودة الصحة إليك.. باختصار إنها تمنحك فرصة أخرى للحياة بعد أن كنت على أعتاب الموت.. كى تعيد حساباتك وترتب أولوياتك وتسلك الطريق المستقيم.. خاصة وأنت ترى وتسمع عن أصدقائك وزملائك وأقاربك وجيرانك الذين يتساقطون الواحد تلو الآخر جراء هذا المرض الفتاك الذى يتمحور ويتغير ويتلون كى ينال من فريسته الضعيفة المرتبكة المرعوبة إلا من رحم ربى!!



ومن رحمته وكرمه سبحانه وتعالى أن تخوض التجربة وتنتابك هذه المشاعر فى شهر الرحمة والغفران ونزول القرآن.. لتجعلك إلى الله أقرب وأصدق وأنقى وأكثر قدرة على إدراك مقدار ضعفك وضآلتك أمام قوته وعظمته ورحمته وجبروته.. لتطهرك وتنقيك وتجعلك أكثر حرصا على طاعته واتباع أوامره وتجنب نواهيه.



فاللهم أعنا دائماً على طاعتك.. وتقبل منا واقبلنا ولا تختبرنا ولا تبتلينا.. واعف عنا وسامحنا واشف مرضانا ومرضى المسلمين وعافى مبتلانا.. ولا تعاملنا بذنوبنا وأخطائنا وأعمالنا, ولا بعدلك وميزانك ولكن عاملنا بلطفك وكرمك وإحسانك.. فنحن أهل معصية وأنت أهل التقوى وأهل المغفرة.. اللهم آمين.. اللهم استجب.. وكل عام وأنتم بصحة وخير وعافية.