عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
هل الشباب معذور؟
10 مايو 2021
فريدة الشوباشى


يتبادر هذا السؤال إلى ذهنى مع كل عظة أو فتوى أو تغريدة تصدر عن شيوخ الأصولية الذين احتلوا المنابر الدينية والإعلامية بشكل يكاد يكون كاملا، طوال ما يقرب من خمسة عقود، وبطبيعة الحال مع كل واقعة تحرش تقع فى أمكنة مختلفة، بدءا من وسائل المواصلات والسوبر ماركت وحتى الشوارع الفسيحة.. وحيث إننى من جيل لم يسمع قط، تقريبا، برذيلة التحرش، فى ستينيات القرن الماضى، بينما كانت جميع فتيات مصر يرتدين الأثواب فوق الركبة، (المينى جوب)، وبمتابعتى لأسباب هذه الظاهرة الغريبة على مصر، انتابنى فزع حقيقى ..فكل ممن ارتدى الزى الأفغانى، أو الجلباب وغطاء الرأس الخليجى، اندفع فى خطابه الدينى معددا، مفاتن المرأة وضرورة إخفائها حتى لا تكون سببا فى إثارة الشهوات! وتنتظر بعدها ان ينتقل الشيخ إلى موضوع آخر، مثل تمجيد قيمة العمل وحاجة الوطن الى تضافر جهود جميع أبنائه للخروج من حالة الركود التى أصابته بما يشبه الشلل والجمود، فتراجع موقع مصر إلى ان قامت ثورة الثلاثين من يونيو، التى أعادت الاعتبار إلى القيم الدينية الأصيلة، مثل العمل والأمانة والنزاهة وتأدية الوظيفة بما يحقق تلبية احتياجات من تستهدفهم والى آخر جميع القيم النبيلة التى بعث الخالق عز وجل برسله لتبصير الناس بها وفتح طريق الجنة لهم فى الحياة الأخرى.. وأعود إلى الخطاب المشوه الذى لا يخرج عن إطار جسد المرأة، فيلهب خيال المتلقين، خاصة الفئات التى لا تسمح ظروفها بالزواج، ولا بصداقة بريئة يلمس فيها الشاب نزاهة المرأة وعفتها، وكذلك ينحدر هؤلاء الشيوخ بمكانة المرأة الى أدنى حد ممكن، كأن تكون مجرد وعاء لحمل الأطفال، ويزيد هؤلاء أن المرأة تتحمل كامل المسئولية بصدد جرائم التحرش التى تكون ضحيتها..ويظل كل من هؤلاء يتناول بغلظة رهيبة، كل قطعة من جسد المرأة، الشعر، والوجه وطبعا الجسد ككل ..فالخطاب البالغ القصور، يتجاهل دور المرأة وتضحياتها، وكذلك ان الله عز وجل، خلق الإنسان، اى الرجل والمرأة وكلاهما إنسان!!! ويقبل هؤلاء الدخلاء على الخطاب الدينى فى مصر، تولى المرأة الغربية أعلى المناصب والاضطلاع بأصعب المهام، بينما يحطون فى كل ساعة، من قدر المرأة المصرية..والمثير للدهشة ان ذات هؤلاء الشيوخ، يلهبون خيال الشباب أكثر بالتأكيد على ان جزاءهم فى الجنة، هو مئات من حور العين!!! وقضاء الحياة الأبدية فى ممارسة العلاقات الجنسية، ليس مع امرأة واحدة كما يحدث على الأرض، بل مع مئات النساء.



وكأن لاشىء آخر يشجع أو يغرى الشباب بدخول الجنة سوى ممارسة الجنس..الأمر المؤسف، بل لا أبالغ إذا ما قلت المحزن هو سيادة هذا الخطاب، وعدم تصدى الدولة وكل مؤسساتها تقريبا، له وكأنها تباركه. ناهيك عن إرهاب وحتى، تكفير، من يطرح اى تساؤل برىء. والأمل فى تصويب الخطاب الدينى بالتبصير بالقيم الأصيلة والتى سار وطننا الحبيب على دربها قرونا، وكذلك فى الصحوة التى تتجلى الآن فى جميع الأجنحة وأبرزها، العودة إلى تمجيد قيمة العمل وأهميته فى النهوض ببلدنا وتأمين مستقبل الأجيال القادمة..ونذكر بأن المرأة هى الأم والابنة والزوجة والأخت.