عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
عبد الحسيب الخنانى
8 مايو 2021
فاروق جويدة


كان عاشقا من عشاق لغة القرآن الكريم كان محبا للغة العربية حرفاً وإيقاعاً .. وكان شاعراً متصوفاً لم يأخذ حظه من الشهرة والبريق وأكتفى أن يتعبد فى محراب اللغة العربية التى ازداد لها عشقًاً مع الأيام .. فى هدوء وصمت رحل الصديق عبد الحسيب الخنانى واحد من أبناء الأهرام المخلصين .. عمل فى أكثر من مكان وكان محبوباً ومقدراً من الجميع وكنت أحمل له إعزازاً خاصاً فى أخلاقياته وسلوكه وتدينه .. كان صوفياً محباً للحياة والبشر وإن بخلت عليه الحياة بما يستحق من الأضواء والبريق ولهذا اختار أن يعيش فى قريته بلا صخب أو ضجيج .. ومنذ أيام رحل وفى هدوء وكما جاء رحل وإن بقى فى ضمير أصدقاء أحبوه وزملاء قدروه وقد كان نموذجا للزهد والترفع فى أشياء كثيرة .. كان محباً لدينه عاشقاً من عشاق الثقافة العربية .. وقد عانى كثيراً ظروفاً صحية صعبة ويبدو أن الجسد النحيل لم يعد يحتمل قسوة الظروف ووحشة الأيام فأخذ أوراقه ورحل .. إن رحيل عبد الحسيب بهدوء يعطى درساً عن بعض الناس الذين لم تبهرهم الأضواء ولم يسقطوا ضحايا بريق كاذب وربما عاشوا على هامش الأشياء والأحداث والبشر ولكنهم عاشوا كما أحبوا زهداً وقناعة ورضا.. عمل معى سنوات فى الأقسام الثقافية وكان نموذجاً فى الجدية والانضباط وحب العمل.. كان عبد الحسيب إنساناً بسيطاً فى حياته ويبدو أنه اختار أن يرحل فى هدوء ولا يزعج أحداً.. بعض الناس يختار حياته ويختار أيضا متى يرحل بعد رحلة خذلته فيها الصحة والعمر وفى قريته بعيداً عن صخب القاهرة التى سرقت سنوات عمره وبخلت عليه بما كان يستحق.. رحل الصديق عبد الحسيب الخنانى فى شهر رمضان ومازالت أبيات شــعره الصوفى الجميــل تزين صفحة الشهر المبارك فى الأهرام كل يوم فى أيام رمضان .. إنها صدفة غريبة أن يرحل فى الأيام الأخيرة من الشهر الكريم وأن تكون أبياته الصوفية رسالته للناس كلمات وداع ورسالة حب.