عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«الصدق».. بصمة المسرحيين فى دراما رمضان
5 مايو 2021
كتب ــ باسم صادق
سيد رجب ومحمد ممدوح.. تألق خاص فى «لعبة نيوتن»


فى أولى حلقات مسلسل «نجيب زاهى زركش» لفت الفنان محمد محمود الأنظار بشدة بسبب أدائه الهادئ البسيط خفيف الظل فى تجسيده لشخصية «طريف» التابع أو الخادم لأحد رجال الطبقة المخملية.وفتح بحضوره المجال للحديث عن دور المسرح فى تكوين الممثل الجاد الواعى لكل ما يقدمه.



ومع توالى حلقات باقى المسلسلات، كان ظهور كثير من الممثلين القادمين من خلفية مسرحية لافتا للغاية، ومؤكدا أهمية الممارسة المسرحية بين الحين والآخر لأى ممثل كنوع من أنواع التدريب أو إعادة الاحتشاد لرسم ملامح أى شخصية درامية يلعبها. فالممثل المسرحى يملك مقومات خاصة تميزه عن غيره، منها حساسيته المفرطة لملاحظة رد فعل الجمهور تجاه أى حركة أو إيماءة أو حتى شهيق يستنشقه أو زفير ينفثه فى الهواء.. ومنها أيضا ما يسمى «الصدق الفني» الذى يجعل من الممثل طاقة متأججة لا تخفت طوال أدائه للشخصية، لأنه يدرك تماما مبررات ودوافع الشخصية الملعوبة تجاه فعل بعينه فيؤديها بوعى متقن متحكما تماما فى انفعالاته العضلية والعصبية فيبدو متلونا كما لو كان حرباء تخفى حقيقتها.



ولأن الوقت لم يتسع سوى لمتابعة أربعة مسلسلات فقط حتى الآن، فكان اللافت للانتباه فى مسلسل «لعبة نيوتن» أداء محمد فراج ومحمد ممدوح وسيد رجب وبالتأكيد منى زكى. فلكل منهم بصمة خاصة جدا تناسب الشخصية التى يلعبها فينتهج فراج مدرسة الأداء الهادئ الناعم لتمرير رغبات «الشيخ مؤنس» برضا من حوله واقناعهم من نافذة الدين ومسخرا نظراته وتعبيرات وجهه بتلون شديد وكذلك حركته الرشيقة مصدرا إشارات جسمية تبدى عكس ما تخفى. بينما جسد محمد ممدوح شخصية حازم المتردد المتحمس دوما بلا نتيجة ملموسة مسخرا التناقض الشديد بين ضخامة جسده والتعبير عن ضعفه وانهزاميته فى كثير من المواقف.



فكان اختياره أمام منى زكى واحدا من أهم نجاحات المؤلف والمخرج تامر محسن. بينما قدم سيد رجب واحدا من أنضج أدواره بشخصية بدر الغامض الذى يحاول أن يعوض فقده لابنته بتعليم من حوله أهمية الحرية والتحرر من الامتلاك مقابل الفقد. فرغم نحافة جسده إلا أنه يملك ملامح تتأرجح لمن يتأملها بين الشر والطيبة لدرجة الضعف، وهو ما يدركه جيدا ويستغله أفضل استغلال.



وفى «القاهرة كابول» نلمح ثنائيات ونماذج مسرحية من الطراز الأول تتحرك بين دهاليز شخصياتها. فنستمتع بتناقض الأداء المتعمد بين نور محمود الهادئ الحمول، وحنان مطاوع المتوهجة أداء وحقيقةً، والمترددة بين حبها القديم وتلويحات الحب الجديد لها وهى ابنة اللغة العربية التى تدافع عنها باستماتة أمام رفض طلابها فى المدرسة «الإنترناشيونال».



بينما نرى فى ثنائية نبيل الحلفاوى وشيرين نموذجا رومانسيا قادما من زمن جميل. فيبدو أدائهما كما لو كان سباحة ضد تيار الاستستهال والنمطية. فرغم كبر سنهما، إلا أن الحلفاوى أو استاذ حسن يبدو كما لو كان مفتاح الربط بين الأحداث والشخصيات على اختلاف أعمارها ومعتقداتها وأطماعها أيضا باعتباره عاشقا وشاهدا على التاريخ - ومدرسا له - فى حى السيدة زينب.



بينما نرى أمجد الحجار ومحمد ناصر نموذجين مسرحيين مبشرين، فالأول ساخر من فشله طول الوقت والثانى ملحد يتساءل دوما عن جدوى الوجود. ناهيك عن أداء خالد الصاوى التلقائى وفتحى عبدالوهاب المتجدد دوما فى استغلال ملامحه الحادة ونحافته فى تجسيد شخصية الاعلامى الانانى والطامع فى النفوذ والمال ومعا..



ممثلون كثر جاءوا من خلفيات من مدرسة المسرح ومازالوا حريصين على التردد عليها..منهم محمد على «ميزو» وغادة طلعت فى «الاختيار»، وأمير صلاح الدين ومحمد عز فى «هجمة مرتدة»، ومريم السكرى وهالة مرزوق فى «نجيب زاهى زركش», وبسمة ماهر فى «المداح». وهم أبناء مركز الابداع الفنى مثل محمد فراج ومحمد ممدوح وكذلك حمزة العيلى فى مسلسل «ضد الكسر» بأدائه البسيط والحوار بلغة العيون ونبرات الصوت الدافئة الشجية. مصطفى ابو سريع وفتحى سالم وهالة مرزوق ايضا ابناء المعهد العالى للفنون المسرحية. وقائمة طويلة لا تنتهى يستحق كل اسم فيها لمقال مستقل وخاصة العمالقة مخضرمى المسرح وصناعه مفيد عاشور، وصبرى فواز، وعزت زين، ومحمد التاجى، ورشدى الشامى، وأحلام الجريتلى رحمها الله، وأشرف عبدالباقى، وأحمد شاكر عبداللطيف، وأحمد حلاوة، وإيهاب فهمى، وهادى الجيار رحمه الله.. وغيرهم الكثير.