عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
كواليس زمان..«فطوطة».. قزم«سمورة»الأنتيكا
4 مايو 2021
كتبت ــ أمل سرور
سمير غانم مع نسخته "الفطوطية"


«فطوطة مخرج أنتيكا.. اتعلم سيما فى أمريكا .. يرقص تانجو شيكا بيكا، واحنا الجوز عاملين فابريكا ننتج أفلام الفزورة لنجوم الفن المشهورة .. تانى مرة عشان البيه يفهم على قده أومال ايه.. وآخر مرة عشان البيه وإن مافهمش الحق عليه».



هو «القزم» الذى نجح فى جذب الكبار قبل الصغار ليلتفوا حول شاشة التليفزيون بعد الانتهاء من إفطار رمضان، هو «فطوطة»، الذى قام بتجسيد شخصيته الفنان الكوميدى سمير غانم.



ظل القزم «فطوطة» عالقاً فى أذهان أجيال كثيرة، برغم أننا لم نره على الشاشة سوى ثلاث سنوات فقط اعتبارا من عام 1982، ليصبح علامة من علامات بهجة رمضان. والسبب فى ذلك الطابع الكوميدى الذى أضافه مؤلف الفوازير عبد الرحمن شوقى والألحان المميزة والمتفردة للراحل سيد مكاوى، والإخراج البديع والجديد للعبقرى الراحل فهمى عبدالحميد.



يتعجب المرء كثيرا عند معرفة أن سمير غانم لم يتحمس لفكرة «فوازير فطوطة»، عندما عرضها عليه المخرج فهمى عبدالحميد (1939- 1990)، لكنه قرر فيما بعد خوض التجربة، ليفاجأ بنجاحها وبأن «فطوطة» بات من أكثر الشخصيات ارتباطا بشهر رمضان.



بداية فطوطة كانت مشروع فوازير بعيدة كل البعد عن الكوميديا، بل تتناول أسفار الرحالة العربى الشهير ابن بطوطة، حتى أنه كان من المستبعد أن يتخللها استعراضا. وبعد أن تكرر لقاء سمير غانم مع المخرج فهمى عبد الحميد، قرر الاثنان تحويل الفوازير من «ابن بطوطة» إلى «فطوطة»، بشكله ونبرة الصوت الشهيرة، على أن يظهر النجم سمير غانم بحجمه وصوته الطبيعيين، فى شخصية «سمورة».



أما عن تصميم بدلة فطوطة الخضراء الشهيرة، فلها قصة طريفة يسردها وائل ابن الراحل فهمى عبد الحميد، فيقول: «إنه قبل 15 عاما من إنتاج فوازير فطوطة كان يرتدى بدلة والده وينتظره حتى يعود من العمل، فاحتفظ والده بهذه الصورة فى ذاكرته، ثم استدعاها فى الفوازير». وفى أثناء تصوير الحلقات، قرر فهمى عبد الحميد تغيير لون بدلة «فطوطة»، حيث كان لونها الأساسى أسود. وعندما سُئل عن السر وراء تغيير لون البدلة إلى «الأخضر» الشهير، فأوضح قائلا: «فطوطة فى أول 3 حلقات كان يرتدى بدلة سوداء، إلى أن أوقفنى واحد من الجمهور فى الشارع، وسألنى لماذا فطوطة كئيب ويرتدى بدلة سوداء؟ فعلى الفور قررت أن أستجيب لرأى جمهورى».



أما بالنسبة لاسم « فطوطة» وصوته المميز، فكانا نتاج مصادفة بحتة. ففى أثناء التصوير، قام الفنان سمير غانم بتسريع نبرة الصوت، فما كان من المخرج فهمى عبد الحميد إلا أن علق قائلا: « مالك عامل زى فطوطة كده ليه؟ «، ومن هنا جاءت الفكرة. ويبدو أن تلك الشخصية كان لها كبير الأثر فى وجدان «سمورة»، الذى لا يخلو حوار أو مقابلة إعلامية له من استعادة ذكرياته مع «فطوطة»، خاصة أنه لا يمكنه نسيان حالة القلق التى حاصرته من تقديم تلك الشخصية، التى وصفها فى إحدى المرات بأنها «شخصية مختلفة فى الدراما ولم أكن أعرف مدى تقبل الجمهور لها كطبيعة أو تجربة جديدة»، وذلك بالطبع بالإضافة لخوفه من تقديم الفوازير لأول مرة وسط نجوم من عيار ثقيل مثل نيللى وشريهان. ويتحدث سمير غانم بحب عن حالة التعب الشديد التى كان يتعرض لها كل فريق العمل خلال التصوير، خاصة مع الكمية الكبيرة من الضوء التى كانوا يقفون أمامها من أجل إتقان عملية «تصغير» حجمه فى «المونتاج»، بالإضافة إلى أنه كان يتحدث طوال الوقت بنبرة عالية وببطء شديد، حتى يمكن إتمام تنفيذ الصوت المميز الذى اعتاد الجمهور صدوره عن «فطوطة».