عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
العجوز والبحر
4 مايو 2021
محمد عباس عدسة ــ حسن عمار


لو عاصره الروائى الأمريكى الكبير آرنست هيمنجواى لكتب «العجوز والبحر « الجزء الثاني. والفرق ٧٠ عاما بين الرواية الأولى الخالدة، وبين رواية عم محمد سنارة،  الصياد العجوز، التى تتوالى فصولها على شاطئ بورسعيد منذ عقود وحتى وقت كتابة السطور.



يسبق بطل الرواية البورسعيدية الشمس للوصول للبحر، عشق حياته ومصدر رزقه الوحيد .. يترنم وقدماه الحافيتان تغوصان فى الرمال، قبل أن يشرع فى مساعدة صيادى الضاهرة بالمتوسط ، بأغنية الخير والتفاؤل التى أطلقها عم كامل عيد الشاعر البورسعيدى الأصيل فى السبعينيات.



البحر وافانا بخيره .. والله دا كتر خيره ..



والرزق ياطولة باله .. بيحب اللى بيسعى له



 والرازق هو العاطى مولانا ومافيش غيره



وبنفس راضية وعافية حافظ عليها ، يحد ( يجر ) عم محمد حبال الشباك من البحر للبر .. كتفا بكتف مع شباب الصيادين .. يغنى معهم ويداعبونه .. حتى تأتى لحظات النهاية السعيدة .. ومعها حصيلة الجر المتنوعة لأسماك المتوسط التى ينتظرها البورسعيدية بشغف فى الأسواق ، ومع الباعة الجائلين، ويميزها عم محمد بسرعة وخبرة طويلة .. « بورى ودنيس وقاروص وكابوريا وسردين وباغه وشخرم ودراك» .



وكعادته يشارك عم محمد فى فرز الأسماك  ونقلها للسيارات ربع النقل بالصناديق البلاستيكية ( البوكش )، وينتقل بعدها لتنظيف الشباك من السمك الصغير والطحالب والقشريات قبل جمعها وتحميلها على عربة الشبك ( الغزل ) الثابتة على الشاطئ، استعدادا ليوم صيد تال جديد.



يتفاءل بوجوده صيادو الضاهرة قبالة بورسعيد ولايخلف مواعيده معهم ، يقبل أجرته ويده «وش وضهر»، ويحمل بعضا مماجاد به البحر من أسماك ويعود لبيته راضيا مرضيا لاتشغله هموم وضغوط الحياة ، لايحمل «موبايل» ولايريد .. ولسان حاله: « مادمت بصحتى .. أتحدى الشيطان» .