كانت أعماله من أقرب الأفلام والمسلسلات إلى الشارع المصرى وكان لديه إحساس غريب بمشاعر الناس.. رحل مصطفى محرم صاحب لن أعيش فى جلباب أبى والحاج متولى والراقصة والطبال والهروب وحب على هضبة الأهرام.. وهو من أشهر كتاب الدراما فى مصر ورائد من روادها الكبار.. وقد تعامل مع كبار الكتاب وهو من الجيل الذهبى لكتاب السيناريو أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد وجلال عبدالقوى ومحمود أبو زيد.. وكان مصطفى محرم يملك قدرات خاصة فى التعامل مع الواقع الاجتماعى المصرى.. وكان يغوص بحرفية عالية فى المشكلات والأزمات مع بساطة شديدة فى المعالجة جعلته قريبا إلى قلوب الناس.. وقد حققت أعماله انتشاراً كبيراً لدى المشاهدين ولديه أعمال مثل لن أعيش فى جلباب أبى والحاج متولى كانت حديث الناس وثار حولها جدل كبير.. كان مصطفى محرم يملك قدرات مختلفة ولديه رصيد ثقافى وتاريخى جعله فى مقدمة كتاب الدراما الذين تركوا علامة فى تاريخ الفن المصرى.. ومع رحيل مصطفى محرم تفقد السينما المصرية رمزاً من رموزها وتفقد الدراما فارساً من فرسانها الكبار.. ويرحل جيل من مبدعى مصر فى سنوات قليلة أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ومصطفى محرم هذا الثلاثى الذى قدم للدراما المصرية أجمل ما فيها إبداعاً وصدقاً.. وفى أيامه الأخيرة بدء مصطفى محرم يكتب خواطر وحكايات عن مشواره مع الفن والنجوم.. ولم يكن متحمساً أن يشارك فى سوق الدراما بعدما سيطرت عليه سينما العنف ومسلسلات القتل والتحايل.. بقى له رصيد كبير يضم عشرات الأفلام والمسلسلات وكلها علامات فى تاريخ الفن المصرى.. بل أنها صنعت نجوما وقدمت أبطالا من أهم رموز السينما المصرية فى عصرها الذهبى.. كان مصطفى محرم كاتب السيناريو الشهير مثقفاً كبيراً أحب الفن وأجتهد أن يكون علامة من علامات الإبداع فيه.. إن تاريخ الدراما المصرية أرتبط بعدد من الكتاب وعدد من النجوم ولهذا احتلت مكانتها فى وجدان المشاهد العربى.. ومع رحيل هذه النخبة من المبدعين تخسر مصر الكثير من مصادر هذا الفن الجميل..
[email protected]