عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
المقاطعة التجارية.. سلاح الشعوب
24 أبريل 2021
امنية نصر


فى حرب الشعوب ضد تطرف وتغول القوى العظمي، شكل سلاح المقاطعة التجارية فى الدول العربية والإسلامية سلاحاً قويا، وأداة هامة وفعالة للرد على تنامى ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتكرار الإساءات الغربية ضد الرسول عليه الصلاة والسلام، خاصة خلال العقود الأخيرة.



وكانت الحملة الأكثر صخباً، هى حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، إذ اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعى منشورات تدعو للامتناع عن شراء المنتجات المختلفة. وذلك فى أعقاب أزمة مقتل المعلم صامويل باتى وإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم على واجهات المبانى ثم تغريدة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بالعربية «لا شيء سيجعلنا نتراجع»، وذلك فى تحد جديد لمشاعر الملايين من المسلمين.



وعلى الرغم من غياب أى إحصاءات رسمية حول نتائج المقاطعة أو حتى تأثيرها على الاقتصاد الفرنسي، إلا أن الواضح أن بيان مدى نجاحها هو تواصلها لمدة 6 أشهر فى اتفاق ضمنى على استمرارها حتى تقديم اعتذار فرنسي.



ولم تكن الحملة ضد فرنسا الأولي، فقد أعادت إلى الأذهان حملات مشابهة كانت قد انطلقت ضد الدنمارك فى 2005 بعد نشر صحيفة يولاندس بوستن لرسم مسىء، وكانت الحملة قوية وذات مردود واضح، أسفرت عن خسارة كوبنهاجن لنصف صادراتها للشرق الأوسط، و20% من صادراتها للعالم.



وبرغم موجات الغضب العارمة، فقد أدان العالم العربى والإسلامى جريمة قتل المعلم على يد الشاب المتطرف، بيد أن هذا الرفض لم يجد آذاناً صاغية ولم يتم وضعها فى الاعتبار، ومن ثم تم الدفع باتجاه المقاطعة.



أيضاً، تشكل المقاطعة العربية لإسرائيل سلاحاً هاماً وموقفاً حاسماً ضامناً للحقوق الفلسطينية فى ظل إخفاق المجتمع الدولى فى إنفاذ القرارات ذات الصلة، حيث تدرك تل أبيب أنها، حتى وإن حاصرت وضيقت الخناق على الشعب الفلسطيني، فهى أيضاً محاصرة شعبياً وعربيا خاصة، بعد إعلان صفقة القرن، ومن ثم إمعان الاحتلال فى سياساته الاستعمارية العنصرية، فيما ينشغل العالم بمحاربة جائحة كورونا. ندرك أهمية وفعالية سلاح المقاطعة، لأنه حتى وإن لم يصب اقتصاد الدولة المنشودة بالشلل، فهو على الأقل يبعث برسالة هامة للحكومات والشارع، مفادها أن حرية الرأى والتعبير تقف عند حدود العقائد والمقدسات. الحقيقية أنه لتحقيق الهدف المنشود ينبغى حدوث تغييرات جذرية فى اقتصاد الدول العربية، المعتمدة بشكل أساسى على الاستيراد، برغم وجود مقومات الصناعة وامتلاك أجود الأفدنة الزراعية.



وفى الوقت الذى ندرك فيه أهمية هذا السلاح العفوي، فإنه يجب الحذر دائماً من وجود أطراف قد تعمد إلى استغلال العواطف الشعبية الجارفة لتحقيق مآربها.