«إبراهيم الطائر.. بابا عبده.. جمعه الشوان.. سليم البدرى ونازك السلحدار وزهرة وسليمان غانم.. حسن أرابيسك، رأفت الهجان، عباس الضو، سلامة فراويلة، ربيع الحسيني، زينب وحافظ وشوقي، ودولت.. سنبل، شرارة» وغيرهم، من الشخصيات الدرامية مازلنا نتذكرهم حتى اليوم مع قدوم الشهر الفضيل كل عام.
كنا ننتظرهم بشوق ولهفة.. كانوا أبطالا حقيقيين بلا افتعال أو تعقيد أو مشاهد منفرة، لهذا تسللوا إلى وجداننا وسكنوا فيه.
كتيبة من الأقلام الدرامية العظيمة أدركت منذ سنوات طويلة، أن دراما رمضان ليست للتسلية فقط، بل كانت كفيلة بطرح قضايا السياسة والمجتمع والمرأة بجرأة جديرة بتحريك الرأى العام فى الشهر الفضيل، فتحوا ملفات حساسة دافعوا فيها عن الهوية المصرية، والقيم والأخلاق، من خلال أعمال سكنت ذاكرة المصريين ولم تبرحها حتى الآن.
فقد مزج «عكاشة» فى أعماله الأدب بالدراما، وجسد نبض الشارع حين خلط حياة الأسر البسيطة بقصة نضالنا السياسى والوطنى من خلال مسلسلات «الشهد والدموع، الحب
وأشياء أخري، ليالى الحلمية، ضمير أبلة حكمت، أرابيسك، زيزينيا، أهالينا، امرأة من زمن الحب، أميرة فى عابدين، أحلام فى البوابة».
وجعلنا محفوظ عبدالرحمن نستعيد التاريخ من خلال رائعته «بوابة الحلواني» فيما كان «يسرى الجندي» مهموما بتقديم الإنسان المطحون والمناضل والبطل من خلال أعماله «السيرة الهلالية، التوأم، الطارق، جحا المصري» وحارب «وحيد حامد» التطرف والإرهاب فى «العائلة، وأوان الورد، والجماعة».
وشغلت قضية العدالة والحب «محمد جلال عبدالقوي» فى «المال والبنون، ونصف ربيع الآخر، هالة والدراويش،وشرف فتح الباب».
كل هذا بالإضافة إلى الأعمال الوطنية العظيمة التى عرفت أجيالا متتالية على أبطال الوطن، مثل «رأفت الهجان» و «دموع فى عيون وقحة»، وكذلك الأعمال التى دافعت عن المرأة وناقشت قضاياها بجرأة مثل مسلسل «قضية رأى عام» وسلطت الضوء على النماذج الناجحة مثل «أم كلثوم» و «ضمير أبلة حكمت».