الجولة الإفريقية التى يقوم بها وزير الخارجية سامح شكرى لتوضيح موقف مصر فى قضية سد النهضة الإثيوبى تمثل استكمالا لسياسة النفس الطويل التى تنتهجها القاهرة فى التعامل مع أحد أخطر التهديدات للأمن القومى المصرى منذ حرب 73.
تواصل الدبلوماسية المصرية نجاحها فى حشد أوراق الضغط لحسم المواجهة فى النهاية عبر مزيج من التحركات الناعمة والخشنة حسب سير خطوط القضية،وهو الأمر الذى لم تتسرب لدى من خلاله لحظة يأس من أن انفراجة ستجد طريقها فى النهاية لما تعكسه القضية من أهمية لاستمرار الحياة والتنمية فى كافة الدول المتشاطئة مع النيل.
مصر نجحت فى بناء تحالف إستراتيجى مع السودان لا يعتمد فحسب على العلاقات الأزلية بين البلدين بل تقوده مصالح وجودية فرضتها التهديدات لأمنهما المائي،وبالرغم من تعطل اقتراح تدويل القضية برعاية الرباعية الدولية للمباحثات بين الأطراف الثلاثة إلا أن صوت مصر حاملا عدالة قضيتها وصل مسموعا لأرجاء العالم بحكم ثقلها الدولى ودورها الداعم للسلام العالمي.
وفى ذروة التأزم فى مسار المحادثات الثلاثية لم أتأثر بمخاوف من حولي،ولم ترهبنى حالة الهلع التى بلغت مداها لدى الكثيرين ظنا بأن الحياة توشك أن تفقد أنفاسها على بر مصر،الثقة بالله كانت موجودة لعدالة قضيتنا،والإيمان بحكمة واقتدار آلياتنا الدبلوماسية كان حاضرا،فالاحترافية والتعقل هما عنوان حملة لإدارة الأزمة قادتها مؤسستا الرئاسة والخارجية وبقية الأجهزة السيادية ونجحت جميعا فى تقديم الملف للعالم بكل شفافية ومصداقية . ويحسب لدبلوماسية مصر السمو عن مهاترات (الموتورين)على مواقع التواصل الاجتماعي،الذين يطرقون طبول الحرب عن جهل ودون امتلاك أى معلومات عن تقديرات الموقف.غاب عن هؤلاء ومعهم بعض الزاعقين فى البرامج المسائية من كانت لهم سوابق فى الإساءة لعلاقاتنا مع دول شقيقة،أن هناك حركة عالمية متصاعدة تدافع عن حقوق السود انضمت إليها جماعات إثيوبية حاولت ليّ الحقيقة وتشويه التحركات المصرية بشكل (عنصري) وإظهار مصر وكأنها تحارب سد النهضة كى تمنع التنمية فى إثيوبيا.
مصر تدير معركتها الدبلوماسية بمنتهى الذكاء لتذكر العالم بحنكة المفاوض المصرى وانتصاراته ولعل أقربها استرجاع طابا من براثن الاحتلال.