صحيحٌ أن الماء والهواء هما العنصران اللذان لا تستقيم الحياة بدونهما إلا أن هناك عنصراً ثالثاً لا يقل عنهما أهمية، ولا يكون للحياة طعم دونه وهو «الحب».. كيف لا، وهو الطاقة التي تحركنا وتجعل لحياتنا معنى وقيمة؟، فهو الذي يغير ملامحنا ويكسوها جمالاً حقيقياً عندما يتغلغل في كل خلايانا فتتغير رؤيتنا للحياة، فيُصبح الإنسان أنقى وأقدر على إنتاج كل ما هو إيجابى.. إنه يدفعنا إلى تأسيس علاقاتٍ قائمة على الحرص على المصلحة العامة والتخلص من السلبية، فيتكون لدينا رصيد اجتماعى يمنحنا قدراً واسعاً من النصح والانطلاق يُساعد في تطهير الأفكار للوصول إلى رؤى واضحة تُسهم في تغيير الثقافات إلى ما يُحقق انفراجات لكثيرٍ من مشاكلنا الحياتية .. كما أنه «البلسم السحرى» الذى يعيد الشباب إلى تجاعيد الحياة، فإذا أحببنا من حولنا وأحببنا عملنا استطعنا أن نقطع مسافاتٍ في السعادة لأنه عندما نعرف كيف نحب سوف نستطيع أن نتغير ونرسم لحياتنا طرقاً توجه سفينة رغباتنا إلى موانئ السلام، فهو يولد إحساساً قوياً بالذات تتماشى مع الحياة نستطيع به إنقاذنا من الهموم والمشكلات، فعطاؤه ممنوحٌ بلا حساب، ويزيدنا إشراقاً وقبولاً ونقاءً في قلوبنا وجمالاً على وجوهنا، فما أحوجنا إلى صدقٍ كصدق الحب يخترق القشور ليصل مباشرةً إلى القلب، فيصنع غداً راقياً .. نعم الحب هو خلاصنا وسط الأزمات المرعبة التي يعيشها عالم اليوم، والوسيلة المثلى لكي يتصالح كلٌ منا مع نفسه أولاً ومع الآخرين بعد ذلك، فنستظل برضاء ربنا علينا، فيأتينا الخير بكل أنواعه من حيث لا نحتسب، فليغمر كل منا حياته بالحب ولنبحث عنه بكل قوة، إنه سر جمال الحياة.
عبدالحى الحلاوى