عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
رحيل صحفى عظيم!
17 أبريل 2021
د. أسامة الغزالى حرب


يوم الخميس، أمس الأول، رحل عن عالمنا مكرم محمد أحمد، أبرز الصحفيين المصريين ، وأطولهم باعا، فى نصف القرن الماضى. أقول أبرز الصحفيين وأنا أقصد تماما ما أقول، بالمعنى الصافى والنقى للصحافة. فالصحافة لم تختلط عند مكرم بالسياسة، كما اختلطت بها مع الأستاذ الأكبر محمد حسنين هيكل، الذى حافظ للأهرام على مكانته المرموقة، وزاد عليها كثيرا. ولم تختلط بالازدهار والقوة الاقتصادية، كما اختلطت لدى الأستاذ الجليل إبراهيم نافع الذى أسبغ وفرة مالية كبيرة على الأهرام. ولكن مكرم محمد أحمد كان صحفيا «صرفا»، إذا جاز هذا التعبير، كان صحفيا بالمواصفات التى ينبغى أن يكون الصحفى عليها كما تدرس بكليات الصحافة والإعلام، باحثا أريبا عن الخبر، قادرا على السبق إليه، والانفراد به. وتولى رئاسة مجلس إدارة دار الهلال الصحفية العريقة، ورئاسة تحرير المصور، وقفز بهما قفزات مهنية فائقة. لم تختلط الصحافة بالسياسة لدى مكرم، ولكنه كان وطنيا متحمسا بل ومتعصبا حتى النخاع، غطى حروب الجيش المصرى، وساند بشجاعة الرئيس السادات فى زيارته للقدس، وغطى بمهارة فائقة المفاوضات المصرية الإسرائيلية، وتوقيع اتفاقية السلام. أيد بكل قوة الدولة المصرية، وكان موقفه الشجاع الذى لا يلين ضد قوى التعصب الدينى والإرهاب المقيت باسم الإسلام، دافعا لأن تسعى لاغتياله فى محاولة فاشلة عام 1987. وقبل ذلك وفىأثنائه، ومع فوزه عن جدارة بمنصب نقيب الصحفيين المصريين لخمس دورات، أصبح بحق، وكما قال الأستاذ عبد المحسن سلامة «عمود الخيمة الصحفية المصرية». وتوج هذا كله أخيرا بتوليه رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذى سعى بقوة لوضع الضوابط المهنية والأخلاقية للمهنة الصحفية. بالنسبة لى، فإننى منذ التحقت بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ، ثم مع توليتى رئاسة تحرير السياسة الدولية، كان مكرم محمد أحمد نعم الداعم لى، انطلاقا من تقدير من شرفت به وأسعدنى دائما. رحم الله «مكرم» وأسكنه فسيح جناته.