عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الكنيسة القبطية .. السبيل لحفظ الهيروغليفية
12 أبريل 2021
كتب ــ أشرف صادق
الأنبا ميخائيل


أعاد حدث «موكب المومياوات الملكية « وما كان من حالة الانبهار بترانيم «مهابة إيزيس» ـ التى تم تقديمها باللغة الهيروغليفية، فى تجربة سلبت قلوب مستمعيها فى مصر والعالم ـ الاهتمام الإيجابى حول الحضارة المصرية القديمة، بجميع تفاصيلها، وفى مقدمتها اللغة.



وجه الحدث الضوء إلى ما كان من دور اللغة القبطية المصرية فى الحفاظ على الهيروغليفية وتفسير ألغازها والحفاظ عليها من النسيان. ولمعرفة المزيد عن الرابط بين اللغتين، تواصلنا مع الأنبا ميخائيل، الأسقف العام، ووكيل الكلية الإكليريكية اللاهوتية القبطية الأرثوذكسية، الذى أكد، أن اللغة القبطية هى المرحلة الأخيرة من مراحل تطور اللغة المصرية القديمة، وتنحدر أساسا من المرحلة اللغوية التى كانت شائعة بين المصريين القدماء فى القرن السادس عشر قبل الميلاد، مع بداية الدولة الحديثة.



ويضيف الأنبا ميخائيل لـ «الأهرام»، أن «الفضل فى ترسيخ الأبجدية القبطية كما تعرف حاليا يرجع للعلامة بنتينوس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، والذى قام بترجمة قبطية للكتاب المقدس فى عهد البابا ديمترى البطريرك الثانى عشر (189 - 232 ميلاديا) وخلفائه». وذلك بالإضافة إلى ما تذكره المصادر التاريخية، من أن العائلة المقدسة، التى استقرت بمصر عامين كاملين، كانت تتحدث حينها بلسان المصريين القدماء.



وتحرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على تعليم اللغة القبطية للدارسين فى كليات اللاهوت القبطية الأرثوذكسية حتى اليوم . كما تستعمل اللغة القبطية فى صلواتها بالكنائس والأديرة. وتضم هذه الصلوات مفردات وتعبيرات كانت تستخدم فى مصر القديمة. وذلك كله ساعد فى جعل اللغة القبطية سبيلا فعالا فى إبقاء الهيروغليفية فى عداد اللغات الحية بشكل من الأشكال. ولكن المسألة لا تتوقف هنا. فحسب تصريحات الأنبا ميخائيل، فإن الألحان القبطية التى تستخدم فى الصلوات ومختلف الشعائر الكنائسية القبطية ، تعتبر امتدادا لموسيقى المصريين القدماء، فبعض المقاطع تعد تطويرا لما كان يعزف فى المراسم الجنائزية، وخلال عمليات التحنيط، وحتى فى المناسبات الملكية المختلفة.



ويوضح الأنبا ميخائيل: «احتفظت الكنيسة القبطية بتلك الألحان عبر ما يعرف بالتسليم الشفهى من مرتلى الكنائس عبر الأجيال، وطيلة مئات الأعوام، وحتى يومنا الحاضر». ويضرب مثلا بـثلاثة ألحان تحديدا بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهى «غولغوثا»، و«بيك اثرونوس»، و«ابؤرو». والألحان الثلاثة منسوبة إلى الإرث الموسيقى للمصريين القدماء.



ومع حالة الاهتمام الزائد بدراسة كل ما يتعلق بحضارة وفنون مصر القديمة، أوضح الأنبا ميخائيل، أن كلية اللاهوت تبحث حاليا إمكانية تقديم دورات فى اللغة القبطية للدارسين والباحثين من خارج الكلية، مشيرا إلى سعادته بدعم المساعى الحالية لتدريس اللغة المصرية القديمة.



أما مارتينا جورج، المعيدة بقسم الآثار، بكلية الآداب جامعة عين شمس، فأكدت أن اللغة المصرية القديمة ليست باللغة المنسية كما هو شائع، وأوضحت أنه لم يتوقف تداولها وتعلمها فى العديد من المعاهد والكليات المتخصصة فى دراسة الآثار، وأيضا المعاهد والكليات التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية .



وتؤكد مارتينا: «الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كانت خير حارس  للغة المصرية القديمة، لأنها حفظت منطوق اللغة وكتبته بحروف الأبجدية اليونانية، مضافة إليها مجموعة من العلامات المأخوذة عن نمط الكتابة «الديموطيقية»، أحد أنماط الكتابة التى وثقت اللغة المصرية القديمة.