عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
بأمر الأطباء.. هؤلاء ممنوعون من الصيام
11 أبريل 2021
منى حرك


أيام قليلة ونستقبل شهر رمضان الكريم ورغم الفوائد الصحية العديدة للصيام فإنه قد يكون غير مناسب لبعض الأشخاص الذين يعانون بعض الأمراض، ويمثل خطورة شديدة عليهم



الدكتور مجاهد محمد أبو المجد أستاذ السكر والغدد الصماء بجامعة المنصورة يؤكد أن بعض الحالات المرضية يجب عليها عدم الصيام نهائيا، ومنها مرضى السكر الذين تعرضوا لانخفاض شديد فى مستوى السكر فى الدم فى خلال الثلاثة الشهور السابقة لشهر رمضان لأن نوبات انخفاض السكر اثناء الصيام تخفض من معدلات الجلوكوز الواصل للقلب مما يعرض المريض لحدوث هبوط حاد فى القلب فيعرض حياته للخطر، وأيضا المرضى الذين تعرضوا لارتفاع مستوى السكر فى الدم ووصل الهيموجلوبين السكرى إلى أكثر من 8 فى الشهور السابقة لشهر رمضان لأن ذلك يؤدى إلى حدوث جلطات فى القلب والدم والمخ نتيجة لزيادة اللزوجة فى الدم. ومن بين الممنوعين من الصيام المرضى كبار السن فوق 75 سنة ذوو الخلل الوظيفى فى القدرات الذهنية حيث يمثل الصيام خطورة على حياتهم.



ومرضى الكلى سواء كان هناك خلل كبير فى وظائف الكلى او فشل كلوى لا يجب عليهم الصيام لخطورته على حياتهم لما يسببه من جفاف للجسم وزيادة لزوجة الدم فيؤدى لتدهور أكثر فى وظائف الكلي، ومرضى الكبد الحاد والمزمن لا يمكنهم الصيام لأن نقص معدلات المياه وخفض العناصر الغذائية قد يدخلهم فى غيبوبة كبدية تؤدى للموت.



ويشير الدكتور ابو المجد إلى أن هناك بعض حالات مرضى السكر والكبد والكلى يمكنهم الصيام وهم حالات السكر من النوع الثانى الذى لا يعتمد على الانسولين بالإضافة إلى ارتفاع طفيف فى وظائف الكبد والكلى لكن الصيام هنا بشروط منها متابعة مستوى السكر فى الدم خلال فترات الصيام ثلاث مرات يوميا إذا وصل إلى مستوى 70 درجة لابد من الافطار فورا ومتابعة وظائف الكبد والكلى قبل رمضان وبعد 10 ايام نقوم بعمل التحاليل مرة اخرى وإذا حدث أى خلل لابد من الافطار فورا. ولابد من اتباع شروط للصيام وهى ان يتم شرب المياه بدرجة كبيرة بين الافطار والسحور وعدم الاسراف فى الحلويات والعصائر والمياه الغازية، وتأخير السحور بقدر الامكان ومن أفضل الوجبات فى السحور هو الفول مع تناول ثمرة فاكهة بعد السحور والحرص على التحاليل المتكررة حتى لا تحدث أى مضاعفات .



أما مرضى القلب فيجب اتباع تعليمات مختلفة حتى لا تحدث خطورة على حياتهم فى اثناء الصيام، ويوضح الدكتور سعد ابراهيم الزغبى استاذ امراض القلب بطب الازهر أن مرضى القلب ينقسمون عدة اقسام اولها مرضى ارتجاع الصمامات أو الضيق البسيط نتيجة لمرض الحمى الروماتيزمية ممن تكون ضربات القلب منتظمة لديهم فهؤلاء يمكنهم الصيام شرط الالتزام بعدم الاجهاد وعدم التعرض لدرجات الحرارة العالية حتى لا يفقدوا كمية سوائل كبيرة تؤدى إلى مشاكل خطيرة، ويجب الالتزام بنظام غذائى يتم من خلاله شرب سوائل مع وجبات خفيفة جدا فى الإفطار ثم تكون الوجبة الرئيسية بعد صلاة العشاء فيجب ألا يتم امتلاء المعدة حتى لا يحدث اجهاد على القلب.



والنوع الثانى مرضى الارتجاع المتوسط أو الشديد فى الصمام المترالى أو الأورطى يجب أن لا يصوموا نهائيا لأن نقص السوائل يسبب تركز الدم وضربات القلب غير المنتظمة مما قد يؤدى إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية.



وكذلك مرضى الذبحة غير المستقرة او الجلطة فى الشرايين إذا كانت جلطة حديثة او من تم تركيب دعامات لهم او توسيع أو عمليات القلب المفتوح هناك خطورة شديدة فى حالة الصيام لأن نقص السوائل يسبب تجميع الصفائح الدموية وزيادة لزوجة الدم وهو ما قد يسبب انسداداً فى الشرايين أو الدعامات ولكن إذا استقرت الجلطة يمكن بعد ثلاثة شهور من شفاء المريض منها أن يعود تدريجيا لنشاطه وأن يصوم مع اتباع الغذاء المناسب وجرعات الادوية بانتظام.



وينصح الدكتور الزغبى المصابين بجلطة فى الرجل بعدم الصيام لأنها يمكن ان تنتقل إلى الرئة وتسبب الموت المفاجئ إذا حدث نقص للسوائل فى الجسم.



ويؤكد الدكتور محمد اسامة حجازى استاذ جراحة العظام بطب بنها أن هناك بعض الحالات المسموح لها بالإفطار حتى لا تسبب أى اخطار فمثلا مريض النقرس الحاد الذى يتطلب أيضاً جرعات دوائية متقاربة ويحتاج إلى كمية كبيرة ومستمرة من السوائل لتقليل نسبة تركيز حمض البوليك فى الدم والتخلص منه عن طريق افرازه فى الكلى وتجنب مضار التركيز العالى لحمض اليوريك فى الدم والذى يسبب ارتفاع ضغط الدم ويعمل على تكوين حصى الكلى والحالب. وكذلك مرضى التهاب المفاصل الروماتيزمية الحادة حيث ان المريض يحتاج إلى تناول جرعات من الدواء فى مواعيد محددة للعلاج لتخفيف الآلام وبجرعات دوائية متقاربة عن طريق الفم.



من جانب آخر فإن الصيام ينعكس إيجابيا على مرضى الروماتويد والتهابات المفاصل والأوتار لأنه يقلل من مادة «الليزوزوم» التى تساعد على زيادة الالتهاب وزيادة نسبة الكورتيزول بالدم والتى تقلل الالتهاب، ويفرز مادة الأندورفين التى تشبه المورفين التى تسكن الآلام ويحسن التيبس الصباحى والألم والانتفاخ والتى تكون مرتفعة فى التهاب المفاصل.