عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
بين الغذاء والدواء
11 أبريل 2021
000;


مع اقتراب شهر رمضان يلجأ الكثيرون إلى استخدام الأعشاب بصورها المختلفة سواء الطازجة أو الجافة، ويُعد نبات «الكزبرة» أحد الأمثلة على ذلك؛ حيث تُستخدَم أوراقه كأعشاب، وبذوره المُجفّفة كبهارات، وتُعدّ الأعشابُ من المواد التى يُنصح بإدخالها إلى النظام الغذائى وزيادة استهلاكها؛ وذلك لما تمتلكه من فوائد صحية تفوق غيرها من الأغذية حيث تحتوى على كميات كبيرة من فيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامين ك، كما أن العديد منها يحتوى أيضا على بعض المركبات النباتية التى تمتلك قدرات مضادة للأكسدة والالتهابات.



أيضا هناك مكملات الأعشاب الطبيعية، وهى المكمّلات الغذائية التي تحتوي على نوعٍ أو أكثر من هذه الأعشاب، وتُباع بأشكال متعددة؛ كالأقراص، أو الكبسولات، أو الشاى، أو المُستخلَصات، أو المساحيق، أو على شكل نبات طازج أو مُجفّف، ويُمكن لبعض المكملات أن تتعارض مع بعض الأدوية أو أن تسبب آثارا ضارة، ولذلك يُنصح باستشارة الطبيب قبل تناول أيّ من هذه المكملات، كما يُنصح بعدم تجاوز الجرعة الموصى بها، ويعتقد العديد من المستهلكين أن الأدوية العشبية آمنة لأنها «طبيعية»، لكنها قد تتفاعل مع الأدوية الصناعية، مما يسبب سمية للمريض، وقد تكون العلاجات العشبية ملوثة بشكل خطير، ودون فاعلية مؤكدة، فعلى سبيل المثال يمكن للشاى الأخضر أن يتعارض مع دواء النادولول وأدوية أخرى، ولذلك من المهم إخبار الطبيب بالعلاجات العشبية المستخدمة ليساعد على منع حدوث أى تعارض بين الأدوية والأعشاب.  



وقد دعت الجمعية الأمريكية لطب الأعشاب المقبلين على عمليات جراحية إلى التوقف عن تناول الأعشاب قبل أسبوعين على الأقل من إجراء أى عملية جراحية، وذلك تجنبا للتغيرات الممكنة فى ضغط الدم ونبض القلب والسيولة.



أيضا فإن شرب كميات كبيرة من القرفة والزنجبيل وبعض الأعشاب الملينة مثل السنامكى والراوند يزيد من انقباضات الرحم مما قد يؤدى إلى الإجهاض للمرأة الحامل، وبعض الأعشاب يتم إفرازها فى لبن الأم مما قد يضر الطفل الرضيع. 



أيضا تسبب بعض الأعشاب الحساسية والحكة مثل الزعفران المغشوش بالمواد الملونة مثل الصبغة الصفراء أو تكون هذه الأعشاب مخلوطة بزيت الزيتون «العصرة الثالثة» والملوث بمادة البنزوبايرين المسرطنة، أو تكون صبغات الشعر ملوثة بأعشاب تحوى مادة «الأمونيا»، والتى لها تأثيرات ضارة على الجهاز التنفسى، أو تكون هذه الصبغات للشعر تحوى مركبات عشبية ملوثة بالصبغة السوداء الكيميائية وهى تسبب الحساسية والحكة والتشققات الجلدية. 



ويتم تحضير الأعشاب بالطريقة الملائمة للمواد الفعالة بها، وبعضها يتأثر تأثيرا بالغا بدرجة الحرارة العالية مثل الزيوت الطيارة الموجود فى النعناع والينسون وغيرهما من النباتات العطرية، ولذلك يجب تجنب غليها فى الماء حتى لا تتحلل المادة الفعالة، وتفقد فعاليتها ونكتفى بصب الماء الساخن عليها دون غليها أو نقعها فى الماء الدافئ وتركها مغطاة لمدة 5 دقائق، أما الأجزاء الصلبة ذات الأنسجة السميكة بالنبات مثل البذور والجذور (مثل بذور الحلبة)، فإنها تحتاج لغلى هذه الأجزاء مع الماء حتى يتم استخلاص المواد الفعالة من الأنسجة الصلبة. 



ويجب قبل استخدام أى عشب استشارة الطبيب أو الصيدلى أو أحد المتخصصين فى هذا المجال لمعرفة مصدره، والجرعة اللازمة وهل تتفاعل مع أى دواء آخر أم لا؟، وأقترح عدم ترخيص أى محل للأعشاب إلا لمن يختص بذلك عن علم ودراسة والقيام بحملات وطنية للتوعية بالمخاطر والفوائد. 



د. أيمن محمد أبو اليزيد 



رئيس قسم الأغذية بزراعة سابا باشا ـ الإسكندرية