عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
‎ «القتل الجماعى‫».. الفيلم الأكثر رعبا
10 أبريل 2021
شريف سمير
اوليفر ستون


‎اشتهرت هوليوود بأفلام الرعب والإثارة البوليسية، ولم يخطر ببال أحد أن نبوءة المخرج الجرىء أوليفر ستون فى أشجع تجاربه «ولدوا ليقتلوا» عام ١٩٩٤ ستشق طريقها إلى الشارع الأمريكى لينافس الفن السابع فى إنتاج وإخراج أكثر أفلام «القتل الجماعى» دموية وتعبيرا عن مجتمع ينهار.



‎وتاريخ حوادث الجريمة المباشرة مع سبق الإصرار والترصد قديم وأصيل فى الثقافة الأمريكية، غير أنه منذ نحو ١٤ عاما، تشعبت أذرع هذا الأخطبوط ليقبض أرواح العشرات فى الحادثة الواحدة، لتتحول الجريمة الصغيرة إلى مذبحة كبرى، بدأت أجزاؤها فى ١٦ أبريل ٢٠٠٧ بمقتل ٣٢ طالبا، فى حرم جامعة «فيرجينيا تيك» فى بلاكسبيرج على يد الشاب سيونج هوى تشاو، قبل أن ينتحر بعد ارتكاب جريمته.



‎وظلت مذبحة فندق «لاس فيجاس» الحادث الأشهر الذى دفع مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف بى آى» لإجراء دراسة دقيقة عن الظاهرة،عرض خلالها بانوراما مفزعة عن جرائم القتل الجماعى التى اجتاحت الشارع الأمريكى. وكان بطل مذبحة عام ٢٠١٧ هو المواطن المختل نفسيا ستيفن بادوك الذى حضر مهرجانا موسيقيا وفتح النار على الضيوف من شباك غرفته بالفندق المطل على المهرجان، مما أسفر عن مقتل ٥٨ شخصا وإصابة أكثر من ٥٠٠ آخرين، وعقب ارتكاب الجريمة انتحر الجانى الذى قضى ٨ سنوات على لائحة أكثر المطلوبين أمنيا بعد هروبه من السجن.



‎وجددت مأساة «لاس فيجاس» ذكريات واقعتين مريرتين، الأولى فى ملهى ليلى بأورلاندو حينما أطلق رجل مسلح ببندقية ومسدس النار على تجمع للمثليين فى عام ٢٠١٦، ليقتل ٤٩ شخصا على الأقل . والأخرى تحمل اسم «آدم لانزائ سفاح مدرسة «ساندى هوك» الابتدائية، الذى قتل نحو 20 طفلا تتراوح أعمارهم بين السادسة والسابعة، و6 مدرسين.



‎وفاز عام ٢٠١٩ بجائزة «الصفحة السوداء» فى كتاب «القتل الجماعى» بتسجيله ٤١ حادثة فى أعلى مستوى للجريمة منذ ٥ عقود. وصدمت إحصائيات لتقرير صدر عن وكالة «أسوشيتد برس» وصحيفة «يو إس إيه توداى» وجامعة «نورث إيسترن» الرأى العام الأمريكى بسلسلة جرائم يشيب لها الرأس وترتعد منها الأقدام لغرابتها وشذوذها، منها رب أسرة قتل ٤ من أفراد عائلته بمن فيهم ابنته الرضيعة، ثم آخر أزهق حياة ١٢ شخصا فى إطلاق نار بولاية فيرجينيا وأشار التقرير إلى أن غالبية الحوادث وقعت بين أشخاص تربطهم علاقات شخصية، وتأتى نتيجة لنزاعات أسرية أو عنف المخدرات أو عصابات أو ضغائن شخصية تجاه زملاء العمل أو الأقارب.



‎وغرقت ولاية تكساس فى شلال من الدماء عندما اقتحم الشاب الأبيض بارتيك كروزيوس متجر «وولمارت» فى مدينة إل باسو الحدودية مع المكسيك، وأسفرت العملية عن مقتل ٢٠ وإصابة ٢٦ شخصا بجروح ‎خطيرة. وعثرت الشرطة على أدلة تشير إلى أنها«جريمة كراهية» ضد ذوى الأصول اللاتينية الذين هاجروا قديمًا إلى تكساس. وبعد ساعات، عاشت مدينة أوريجون بولاية أوهايو نفس السيناريو الذى انتهى بمقتل وإصابة ٣٦ شخصا خلال ٣٠ ثانية بسلاح « قاتل محترف”!. ‎وفى أقل من ٢٤ ساعة، اخترقت سيارة سوداء حديقة «داجلس» بالجزء الغربى من مدينة شيكاجو، لتصب نيرانها على المارة ويسقط العشرات من الضحايا ما بين قتيل وجريح. وبتكرار الحوادث رصد تقرير أصدره مشروع الدراسة الاستقصائية للأسلحة الصغيرة أن عدد الأسلحة النارية المتاحة للمدنيين فى الولايات المتحدة يقدر بأكثر من ٣٩٣ مليون سلاح، بما يعنى أن الأمريكيين يحتلون المرتبة الأولى فى معدل حيازة الفرد للأسلحة.



‎- يقول مخرج الروائع السينمائية ألفريد هيتشكوك : «هناك ما هو أهم من المنطق .. الخيال» .. وفعلا، فيلم «القتل الجماعى فى أمريكا» الأكثر رعبا وقسوة يفوق أى خيال!.