عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
نكتة سخيفة!
4 أبريل 2021
مرسى عطا الله


لا أظن أنه من المفيد أن نواصل التعامل مع البيانات التحريضية ضد أوطاننا باسم شماعة حقوق الإنسان بمنهج الشرح والإيضاح أو التبرير والتفسير لأن الذين يصدرون هذه البيانات لا ينطلقون من دوافع إنسانية وإنما هم مجرد أدوات ودمى تحركها دول لم تستطع أن تخرج من إرثها الاستعمارى الذى يجعلها تواصل الإصرار على عدم الاعتراف بأن من حق شعوبنا أن تقرر مصيرها بنفسها.



نحن إزاء موروث سياسى واستراتيجى يغذى فكرا سياسيا عنصريا يرتكز فى معتقداته إلى أن شعوبنا يجب أن تظل تحت الوصاية ولا مانع من استحداث أساليب جديدة ومبتكرة من نوع شماعة حقوق الإنسان للإبقاء على أحلام وأوهام الوصاية بآليات الضغوط السياسية والاقتصادية كبديل لآليات الغزو العسكرى المباشر فى الزمن الغابر!



وأظن أنه ليس يغيب عن أذهاننا ما لجأت إليه هذه القوى الكبرى فى مطلع الخمسينيات من القرن الماضى عندما أرادت تفريغ أحلام الاستقلال السياسى مع انتهاء حقبة الاستعمار فى المنطقة حينئذ فإنها لجأت إلى استخدام شماعة الحاجة إلى ملء الفراغ فى الشرق الأوسط والسعى لإقامة أحلاف عسكرية لضمان عدم التخلى عن رغبات الوصاية والهيمنة التى تؤمن لهذه القوى الكبرى اطمئنانا حول مصالحها العليا فى الشرق الأوسط!



إن الذين يتحدثون عن غياب حقوق الإنسان فى أوطاننا ويذرفون الدموع حول تقييد الحريات لمحرضين يزعمون أنهم نشطاء لم تنخطف قلوبهم يوما لمعاناة غالبية شعوب المنطقة من خطر الإرهاب الداهم الذى كان يطارد الآمنين كل ليلة ويعرضهم إلى هواجس الخوف من أنهم قد يستيقظون من نومهم على دوى الرصاص وهدير القنابل وصراخ الشيوخ والنساء والأطفال عندما تهدم المنازل فوق رؤوسهم!



باختصار شديد ودون لف أو دوران لم يعد يخالجنا أدنى شك فى أن تقارير حقوق الإنسان أصبحت سلاح العصر الذى تملكه وتحتكره القوى العظمى التى ترى أنها الحامية والضامنة للحريات العامة ومبادئ الإنسانية مع أن سجلها فى هذا المجال ليس فوق مستوى الشبهات بل إن ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين ترشح من الانتقائية الفجة والمرتبطة بتقسيم وتصنيف أداء الدول فى مجال حقوق الإنسان حسب الأهواء السياسية للكبار ولخدمة أغراض التطويع والتركيع لدول دون أخري!



وليس من قبيل المبالغة القول بأن سلاح حقوق الإنسان مجرد نسخة معدلة للاستعمار القديم ليكون منصة للتدخل الأجنبى فى شئون الدول المستهدفة وعرقلة خطواتها فى تحرير الإرادة الوطنية وتأكيد السيادة والاستقلال السياسى وامتلاك الحق المشروع فى اختيار الطريق الذى يلائم ظروف كل بلد على حدة!



لقد أصبحت شماعة حقوق الإنسان فى نظر شعوب المنطقة بمثابة نكتة «سخيفة» تمثل بقايا ضجة قديمة لرغبات الوصاية والهيمنة التى بدأت مبكرا بأكذوبة ملء الفراغ وتطورت الآن إلى شماعة حقوق الإنسان.. ولا نعرف ماذا سيبتكرون غدا من حيل وأحاجى لتغطية المآرب السياسية لهم!



خير الكلام:



<<الاستمساك بالإرادة المستقلة أصدق عناوين الكبرياء الوطني!