كثير من التطور التكنولوجى بدأ كحلم فى «رواية» ليتحول إلى واقع بعد ذلك نعيشه، ولكن عندما تتحول أحداث فيلم عرض من عشر سنوات إلى واقع، حيث يجد المشاهد فى فيلم «المرض المعدى» الذى عرض عام 2011 كل ما نمر به من أحداث بشأن فيروس كورونا الآن، والتسلسل لانتقال العدوى وطرقها من تنفس وتعرض المصاب للسعال وملامسة الأسطح، وذلك يمثل نقطة عبقرية فى التصوير حيث ركزت الكاميرا عبر أحداث الفيلم على كل سطح ينقل العدوى مثل مقابض الأبواب وأزرار المصاعد وكروت الائتمان وماكيناتها والأكواب فى المقاهى وأسطح المواصلات العامة، وما ترتب عليه ذلك من ارتداء الكمامة والقفازات وأساليب التعقيم واتباع الأساليب الاحترازية كغلق المدارس والجامعات وصالات الجيم ودور العبادة، والتباعد الاجتماعى كأفضل وسيلة للوقاية والدفاع ومناشدة المواطنين بالبقاء فى المنازل وعمليات حظر التجوال.
ونجد فى الفيلم كيف يضحى الأطباء بأنفسهم ويتفانون فى سبيل إنقاذ حياة الآخرين، فنجد عالمة الأوبئة فى المركز القومى تجرب المصل على نفسها للتأكد من صلاحيته وتسريع عملية الإنتاج, ونجد والدها الذى ظل سنوات فى عيادته يعالج المرضى رغم يقينه بأنه يعرض نفسه للعدوى وهو ما حدث، كما نجد على الجانب الآخر من يتخذ المحنة وسيلة للتربح عن طريق الغش.
كذلك ظهرت الأنانية فى تصرفات البعض ممثلة فى التزاحم واقتحام المحال والمنازل والخطف وغيرها من مساوئ الخوف والرغبة فى الحياة حتى وإن كانت على حساب الآخرين.
وفى نهاية الفيلم نجد أن مصدر الوباء هو الصين وما حدث من تناقل الفيروس من الخفاش إلى الخنزير ثم إلى الإنسان و هو ما لم يثبت يقينًا فى واقعنا, ولكن تم تداوله فى أوائل ظهور فيروس كورونا .
مروة مصطفى حسونة