الإرهاب والإهمال وجهان لعملة واحدة، والذى يدفع الثمن الأبرياء من المواطنين، والدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة، التى تعمل بالتوازى للقضاء على الارهاب والإهمال فى نفس الوقت حتى تستكمل مسيرة التنمية والبناء. تعرضت مصر لسنوات طويلة من تراخى وإهمال بعض المسئولين فى العديد من المواقع وخاصة المحليات والأحياء، لذلك ظهر القبح فى الشارع المصري، سياسة الفهلوة والرشاوى والكسب السريع على حساب الدولة والمواطنين، واستغلال النفوذ لتمضية مصالح غير شرعية نتج عنها آلاف المناطق العشوائية والبناء المخالف فى جميع الأحياء، وأيضا التسيب الواضح فى العديد من المصالح الحكومية.. لقد تغيرت ملامح مصر وتغيرت سلوكيات الشعب بسبب الإهمال، فوجدنا البناء المخالف الذى يؤثر بشكل مباشر على البنيه التحتية لكل منطقة، وايضا تعريض حياة المواطنين للخطر، وهذا ما تابعناه جليا فى عمارة الدائرى وأخيرا عمارة جسر السويس، وليست هاتان الحالتان الأولى ولا الاخيرة فهناك الآلاف مثلهما. أما الأهمال الأكبر ففى هيئة السكك الحديدية، حيث عانت تلك المنظومة لعشرات السنين الإهمال ـ وكانت كل حادثة نتيجة الإهمال إما من قائد قطار أو المسئولين الذين يرفضون التطوير، أو يخشون عرض أوجه القصور حتى لا تتأثر مناصبهم ـ الى ان انهارت بالكامل تلك المنظومة، واصبح إصلاحها يتطلب وقتا من الزمن وبتكلفة ضخمة جدا. نحن الآن فى دولة ورثت قيادتها السياسية حملا ثقيلا جدا تسعى الى تحسينه و تطويره، ولكن ذلك يتطلب من الجميع القضاء على الإهمال من قبل بعض ممازالوا فى مناصبهم من اصحاب مبدأ الفهلوة والرشوة، فكما تكاتفنا جميعنا خلف الدولة فى حربها على الإرهاب يجب ان نقف مرة اخرى ونخوض حرب مكافحة الإهمال.