عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
إنقاذ الحديد والصلب
28 مارس 2021
فاروق جويدة


بعد الأزمة المعقدة بين الحكومة والعاملين فى مجمع الحديد والصلب وإصرار وزارة قطاع الأعمال على تصفية المجمع وبيعه وتحويله إلى منتجعات سكنية .. ظهرت فى الأفق بوادر طيبة حيث تلقت مصر عرضين للمشاركة فى تجديد المجمع وجاء العرض الأول من شركة أوكرانية والعرض الثانى من شركه إنجليزية .. والشركة الأوكرانية لها أنشطه فى مصر فى مناطق الرخام وهى تريد تحويل نشاط المجمع لإنتاج قضبان السكة الحديد .. ولم يتضح بعد ما طرحته الشركة الإنجليزية وما تخصصت فى إنتاجه ورغبتها فى الشراكة مع مصر لتطوير المجمع .. وهذه العروض تؤكد أن البيع أو التصفية ليست دائما الحل الأمثل وأن تحويل المناطق الصناعية إلى منتجعات ومشروعات عقارية ليس الاستثمار الأفضل.. لأن لدينا مساحات شاسعة من الأراضى تكفى آلاف المشروعات، والمشروعات الصناعية الضخمة مثل مجمع الحديد والصلب تحتاج إلى فكر آخر غير إقامة المنتجعات وبيع وتجارة الأراضى .. إن آلاف العمال فى الحديد والصلب ينتظرون أن تدور مرة أخرى عجلة الإنتاج فى المصنع العتيق وأن تكون الشراكة طريقا لإنقاذ هذه القلعة التاريخية بكل ما حملت من الذكريات .. لقد كنت دائما انظر بحذر شديد لبرامج الخصخصة التى باعت فيها الحكومات المتعاقبة المشروعات الصناعية بأسعار هزيلة .. وهناك نماذج كثيرة تؤكد ذلك لقد خسرت مصر أصولا كثيرة فى برامج الخصخصة وكلها تقريبا كان هدفها تجارة الأراضي.. إن طرح المشروعات المعطلة للمستثمرين العرب والمصريين والأجانب أفضل كثيرا من سياسات البيع والمزادات.. هناك مشروعات بيعت ليس لأنها خاسرة ولكن لأنها توفر مساحات واسعة من الأراضى التى تبيعها الدولة .. أرجو أن تجد الحكومة وسيلة للشراكة مع إحدى الشركات الأجنبية لإنقاذ واحدة من أهم وأقدم قلاع الصناعة المصرية لان البيع ليس هو الحل .. منذ سنوات وهناك اتجاه يتأكد كل يوم لبيع القطاع العام وإذا كان هناك ما يباع فإن هناك أشياء لا ينبغى أن تباع ومنها الحديد والصلب.. منذ سنوات والدولة تتجه إلى تصفية وبيع مشروعات القطاع العام وهو أبسط الحلول، إن إنقاذ هذه المشروعات أفضل من بيعها..