عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
جميلة العلايلى.. الشاعرة الثائرة على التقاليد
27 مارس 2021
تقدمها ــ عبير فؤاد
جميلة العلايلى


فى ٢٠ مارس ١٩٠٧ولدت «جميلة العلايلى»رائدة الشعر العاطفى النسائى.. إذ لم تكن قبلها الشاعرات يجرؤنّ على البوح بمشاعر الحب فى قصائدهن، وكن يكتبن فقط فى الرثاء وحب الأهل!



هى برج الحوت، وفى علم الأرقام.. مولودة هذا اليوم عاطفية وحساسة وتتمتع بالذكاء وبنفاذ البصيرة، ترغب فى إثبات نفسها وتحقيق ذاتها فى أكثر من مجال.



نشأت»جميلة» فى أسرة محافظة فى المنصورة..هى واحدة من رائدات نهضة مصر الحديثة فى الأدب، وهى أول شاعرة عربية تصدر ديوانا شعريا عام ١٩٣٦. أحبت كتابة الشعر منذ نعومة أظافرها، لكن لم تنشر فى البداية قصائدها باسمها الحقيقى لترفع عن عائلتها الشعور بالحرج العام. وبرغم ذلك حصلت على شهرة فى مجتمعها الصغير بالمنصورة، إذ كونت جماعة أدبية سمتها «عائلة الثقافة».فى نفس الوقت كانت حريصة على متابعة الحركات الأدبية فى القاهرة آنذاك وكانت تزور القاهرة لتحضر الندوات الثقافية بما فى ذلك صالون الأديبة «مى زيادة» و»هدى شعراوى» وكانتا مثلها الأعلى فى الأدب والكفاح الاجتماعى.انتقلت إلى القاهرة وانضمت لجماعة «أبوللو» الأدبية والتى أنشأها الشاعر والطبيب «أحمد زكى أبو شادى» عام ١٩٣٢، والذى أيضا كان مثلها الأعلى فى كتابة الشعر. كانت «جميلة» هى العضو النسائى الوحيد فى جماعة «أبوللو» التى تضم أهم شعراء الرومانسية فى العصر الحديث. هذه الشاعرة الشابة كانت على دراية ووعى بالمناخ الاجتماعى الصعب المفروض على النساء المصريات اللاتى يكتبن الشعر، ومع ذلك أصدرت ديوانها الأول «صدى أحلامى» عام ١٩٣٦، وحصلت حينئذٍ على تقدير كبار الشعراء، وبذلك سبقت بنات جيلها فى إصدار أول ديوان شعرى.. اشتهرت «جميلة» بتمردها على القيود المفروضة على الشعراء، وتمردت حتى على الشكل التقليدى لكتابة الشعر. كتبت الأبيات الحرة والشعر المنثور. كما كتبت الشعر الغنائى الذى يمجد جمال الطبيعة، وخلق الكون، ويمجد الحرية الطبيعية والأبدية للبشر، بل اعتبرت أن الطبيعة من حولنا هى نموذج فلسفى للوجود والحياة والموت.



إن الدور التقليدى للمرأة فى هذا العصر ضاعف من صعوبة اقتحام حصن الثقافة العربية أمام «جميلة»، لكنه ساهم فى إبراز موهبتها ونجاحها.لم تكتف «جميلة» بكتابة الشعر، لكنها قامت بنشر روايتها الأولى «الطائر الحائر» عام ١٩٣٥، وفى هذه الرواية ناقشت علاقة الرجل بالمرأة فى مجتمع يتغير سريعا.. صدرت لها رواية أخرى عام ١٩٤٧ بعنوان «أرواح تتآلف».



فى المجلة الشهرية «أهداف» التى أسستها مع زوجها الصحفى «سيد ندا» الذى تولى إدارة المجلة من ١٩٤٩ إلى ١٩٧٥..ظلت «جميلة» تكتب مقالا شهريا على مدار ربع قرن تدعو من خلاله للمبادئ والقيم والمثاليات وتنشر من خلاله رؤيتها لدور المرأة فى المجتمع. كما أنها أصدرت ديوانها الثانى «صدى إيمانى» عام ١٩٧٦، وديوانها الثالث «نبضات شاعرة» عام ١٩٨١. بهذا العمل الدءوب وهذا الإنتاج الغزير.. فتحت «جميلة» الطريق للمرأة فى العالم العربى وألهمت أجيالا من الكتاب.