إنها قناة السويس.. وكفى
في بعض الأحيان لا تدرك الشعوب حقيقة ما تملك من الثروات إما جهلا أو استخفافاً أو سوء تقدير.. ولقد انقسم المصريون دائما حول ما نملك من الثروات.. هناك من كان يتعبد في رحاب قدماء المصريين وكان منحازاً للآثار التاريخية للفراعنة وما تملكه مصر من الأهرامات والمعابد وما تحققه السياحة من الدخل للدولة المصرية .. وكان هناك من يري أن ثروات مصر في الشواطئ والبحار والأراضي .. وقبل هذا هناك من كان يري أن الإنسان هو ثروة مصر الحقيقية لأنه صانع الحضارة .. وفي مفاجأة قررت إحدي السفن الضخمة أن تنحرف عن مسارها في قناة السويس وأن يقف العالم كل العالم مشدوداً وأصبحت قناة السويس حديث العالم كله .. فقد اهتزت بورصات العالم وقفزت أسعار النفط وتكدست خلف السفينة التي سدت مجري القناة أكثر من مائة سفينة ووقف العالم مذهولا .. وكأن قناة السويس ظهرت علي خريطة الملاحة الدولية فجأة وكأننا في مصر اكتشفنا أن لدينا هذا المجري البحري الذي يتمتع بهذه الأهمية .. حين طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من المصريين دعم مشروع قناة السويس الجديدة تساءل البعض عن جدوى هذا المشروع اقتصاديا .. وربما أعادت واقعة السفينة الجانحة للأذهان أهمية قناة السويس للعالم وقد مرت عليه ساعات ثقيلة وهو يتحدث عن قناة السويس .. ولعلنا الآن ندرك فجأة القيمة الحقيقية لقناة السويس التي تقدم لنا كل يوم مئات الآلاف من الدولارات .. ولا أدري أين مشروع تنمية قناة السويس الذي تحدثت عنه الحكومات كثيراً .. لقد عادت قناة السويس تذكر المصريين أن بين يديهم ثروة كبيرة لا يدركون قيمتها وأنها ليست فقط مجرد مجري مائي تحصل عليه الرسوم .. ولكنها إمبراطورية واسعة يمكن أن تكون مصدر دخل وإنتاج ومصانع وتوكيلات وشركات وسياحة .. وإنها تستطيع أن توقف العالم إذا أرادت .. إن ما حدث في قناة السويس اختبار للدولة المصرية والشعب المصري والإدارة المصرية .. لعلنا نفيق وندرك القيمة الحقيقية لقناة السويس أحد مفاخر مصر وأغلي ثرواتها..